على عكس الاعتقاد السائد، فإن التحول إلى بيئة عمل صديقة للبيئة لا يعني تحمل أعباء مالية إضافية؛ ولكنه يساعد على تقليل النفقات وزيادة الأرباح باستهلاك طاقة وموارد أقل، إلى جانب الحد من الهدر المكلف (اقرأ سلسلة مقالات «دليل التحول إلى الأخضر»). كذلك ينعكس تبني الممارسات الصديقة للبيئة على أعمالنا بجذب أفضل المواهب والشركاء الذين يهتمون بالتزامات المنظمات البيئية والاجتماعية. لا تفوت فرصة عيش حياة صديقة للبيئة أكثر بممارسة بعض العادات الخضراء البسيطة واتباع أسلوب حياة مستدام في محل عملك.
- حافظ عليه طبيعيًّا
تحول حرفيًّا إلى الأخضر في مكان عملك وأضف بعض المزروعات الخضراء في كل زاوية. فالنباتات الداخلية لا تبدو جميلة وتنقي الهواء فحسب، بل أظهرت الدراسات أن بإمكانها تحسين صحتنا الجسدية والعقلية، كما تسهم في زيادة الإنتاجية وتقليل التوتر والقلق. مذهل، أليس كذلك؟
إذا كان مكان عملك مزود بنافذة ويمكن فتحها، فأنت محظوظ حقًا. فلا تضيع فرصة الاستمتاع بالإضاءة الطبيعية بدلًا من الاصطناعية، كلما كان ذلك ممكنًا. وبالإضافة إلى تقليل فواتير الكهرباء بالمكتب، تضفي الإضاءة الطبيعية أجواء رائعة على المكان، وتجعل الموظفين والزائرين يشعرون بالدفء والترحيب.
- تحكم في طاقتك
إن أسهل طريقة لتقليل بصمتك الكربونية في العمل هي إطفاء الأنوار وإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية تمامًا قبل مغادرتك. فضبط أجهزة الكمبيوتر على وضع الاستعداد عند عدم استخدامها أو إظهار شاشات التوقف —مجموعة من الرسوم المتحركة التي تنشط عندما يبقى الكمبيوتر خاملاً لفترة يحددها المستخدم— يستهلك قدرًا هائلًا من الطاقة. وفر الطاقة وامنح أجهزتك قسطًا من الراحة المستحقة لإطالة عمرها الافتراضي.
وتحتاج أيضًا إلى إعادة النظر في استخدام المصعد؛ فهذا الأمر يتطلب قدرًا هائلًا من الطاقة بينما يتنقل الموظفون صعودًا وهبوطًا ما بين الطوابق. والسلالم بديل جيد للمصاعد، إذ لا تحتاج للانتظار مثلما تنتظر المصعد، كما تسهم في تحسين صحتك.
- فكر قبل أن تتصرف!
أتذكر ذلك التنبيه بنهاية كثير من رسائل البريد الإلكتروني الواردة إليك: رجاءً مراعاة البيئة قبل طباعة هذه الرسالة (Please Consider the Environment Before Printing)؟ مثل هذه الاعتبارات يجب أن تكون في صميم عادات عملك؛ فكر في الأشياء جيدًا قبل فعلها، وانظر في بدائل أكثر صداقة للبيئة.
فعليك ملاحظة ممارساتك والتفكير قبل الطباعة بأن تسأل نفسك: ألا تفي النسخة الإلكترونية بالغرض؟ وإذا كانت طباعة المستند ضرورية، تذكر أن تطبعه على وجهي الورقة باستخدام خيار الطباعة المزدوجة. تعلم أيضًا طرقًا مختلفة للقيام بالأشياء إلكترونيًّا، مثل توقيع المستندات إلكترونيًّا، وإعداد مساحات عمل جماعية إلكترونية للتواصل وتجنب الأساليب التقليدية؛ فيوجد خيارات افتراضية عديدة لا تحتاج إلى الورق المطبوع.
- حقق الاستفادة القصوى من العناصر المستخدمة
بيئة العمل المزدحمة لا تساعد الموظفين على التركيز في مهامهم؛ فإذا عمت الفوضى مكان عملك، تصبح فوضويًّا أيضًا. إن الحفاظ على بيئة عمل منظمة يحد من التوتر؛ ولتحقيق الاستفادة لأنفسنا ولكوكبنا، علينا تبسيط حياتنا بإعادة استخدام وتدوير الأشياء التي لم نعد بحاجة إليها في مكان عملنا. لا تجعل التخلص من هذه الأشياء خيارك الأول؛ كن مبدعًا وابحث عن الإلهام بابتكار استخدامات أخرى لها على مواقع التواصل الاجتماعي –يظل بنترست Pinterest الموقع المفضل لدي!
تبرع بالكتب والكتيبات التي لا تحتاج إليها وساعد غيرك على الاستفادة منها. وعندما تجدد أحد معداتك، أعد تدوير إلكترونياتك القديمة أو تبرع بها، واسأل الآخرين إن كانوا يحتاجون إليها فقد تكون ذات قيمة بالنسبة لهم. وبالإضافة إلى ذلك، أعد استخدام الورق بالكتابة على وجهه الفارغ إذا لم يتوفر لديك خيار الطباعة المزدوجة. ابحث أيضًا عن المساحات الفارغة في أوراق دفاترك القديمة قبل التخلص منها؛ قصها وابتكر تصميمًا لقائمة مهامك.
- احذر مما تستخدمه
يمضي الموظفون معظم يومهم في العمل، وعلى مدار اليوم يستخدمون مواد كثيرة ذات استخدام واحد وغير مستدامة ويتخلصون منها؛ هناك حاجة إلى إعادة النظر في ذلك السلوك. يفضل استخدام مجففات اليد أو المناشف القماشية التي يعاد استخدامها بدلًا من المناشف الورقية. ولتغذية عقول الموظفين وأجسادهم، يحتاجون أيضًا إلى إحضار طعامهم من المنزل وتعبئته مسبقًا باستعمال علب وأكياس قابلة لإعادة الاستخدام. فكلما أمكن، استعمل في مكان عملك زجاجات مياه وأكواب وأطباق وأدوات مائدة قابلة لإعادة الاستخدام.
فإذا كنت في عجالة من أمرك واضطررت لشراء الأطعمة المعبأة مسبقًا، فتأكد على الأقل من إلقاء مخلفاتك في سلة إعادة التدوير. بالإضافة إلى النفقات التي ستوفرها عندما تتوقف عن شراء الأطعمة المعبئة مسبقًا وزجاجات المياه ذات الاستخدام الواحد، ستتحسن صحتك وتستمتع بلمسة شخصية مميزة في طعامك الطازج، كما ستتجنب تناول متبقيات البلاستيك غير المرئية.
- انتقل إلى العمل بفعالية
استبدل برحلات السيارة الفردية المشاركة في استخدام السيارات، أو ركوب وسائل النقل العام أو الدراجات، أو المشي. اطلب من جيرانك إعداد نظام لمشاركة استخدام السيارات، أو انضم إلى الأنظمة الموجودة بالفعل في منطقتك. واستخدام وسائل النقل العام ليس بالسوء الذي قد تعتقده، إذ يمكننا جميعًا الاستفادة من تقليل استهلاك الغاز وتوفير الأموال على المدى الطويل. وإذا كان سكنك على مقربة من محل عملك، لا تتردد في المشي أو ركوب الدراجة إلى العمل عندما يكون الطقس لطيفًا؛ فهذا خيار صحي وموفر للمال ويقلل من بصمتك الكربونية.
فالأشياء الصغيرة قد تحدث فرقًا كبيرًا، كما أن ممارسة العادات الخضراء الجيدة تعني الاحتفال بالحياة. وبجميع الوسائل، يمكن لمثل هذه الممارسات البسيطة أن تسهم في توفير الأموال وتأمين مكان عملنا وكوكبنا. فإن لم تتمكن من فعلها جميعًا، اختر منها ثلاث ممارسات على الأقل وادرجها ضمن عاداتك الجديدة هذا العام. فلنتعاون معًا ونقترب خطوة من جعل كوكبنا أخضر وتأمين حياة الأجيال القادمة.
المراجع
cooleaf.com
conserve-energy-future.com
greenerideal.com
thelittlebotanical.com
Cover Image by Freepik