هل تساعدنا لوحات الأحلام على تحقيق أهداف العام الجديد؟

شارك

هل بدأت كتابة قرارات العام الجديد؟ هل أنت منغمس في عالم من الاحتمالات التي يقدمها مدربو التنمية البشرية في مقاطع الفيديو عن تطوير الذات على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعواتهم بوضع بصمتك الأولى على لوحة أحلامك؟ إذا كانت الإجابة «نعم»، فلا بد أنك صادفت مصطلح «لوحة الرؤية» أو «لوحة الأحلام». تحدث مؤخرًا أشهر المؤثرين والشخصيات الإعلامية عن قوة عملية تحويل الأشياء إلى واقع وعن لوحات الأحلام؛ فهل هي أمر مثبت أم بدعة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

ما هي لوحات الأحلام؟

 لوحات الأحلام هي كولاج أو مجموعة من الصور والرسومات التي يجمعها الفرد عادةً بقصها من المجلات أو يطبعها من موقع بنترست Pinterest، وتعبر عن أهدافه في الحياة. وتهدف إلى أن تكون تمثيلًا مرئيًّا لما يأمل الفرد تحقيقه اجتماعيًّا، وروحيًّا، ومهنيًّا، وماديًّا. ظهرت الفكرة بقوة مع صدور كتاب «ذا سيكرت (السر)» The Secret لأول مرة في أوائل الألفية. ومنذ ذلك الوقت، بدأ الحديث في جميع أنحاء العالم عن قوة تصور أحلامنا. شهدنا منذ ذلك الحين تيارًا قويًّا من الجُمل والنصوص، ولوحات الأحلام المثقلة بالإيجابية.

على الرغم من الشعبية الهائلة التي تحظى بها لوحات الأحلام، توجد أدلة علمية قليلة على فعاليتها. فأظهرت الأبحاث الأولية أن لوحات الأحلام بإمكانها مساعدة الأفراد على تحقيق أهدافهم، إذ يصبحون أكثر وعيًّا بدورهم في الحياة، كما يتمكنون من بلورة تطلعاتهم.

الجانب السلبي للوحات الأحلام

رغم ارتباط لوحات الأحلام بالمشاعر الإيجابية والتفاؤل الذي ينتج عنه في كثير من الأحيان مزيدًا من الفرص وتحقيق النجاح، إلا أنها قد تكون مضرة أكثر من نفعها. تروي الكاتبة والمعالجة النفسية الأمريكية إيمي مورين أن بعض مرضاها ممن لديهم لوحات الأحلام، صاروا ينتظرون تحقيق الكون لرغباتهم. فقد ساعدتهم اللوحات على وضع ثقافة أساسها التركيز على النتائج، لا الجهود المبذولة من أجل تحقيق تلك الأهداف.

تزعم عالمة الأعصاب تارا سوارت، وهي طبيبة نفسية سابقة، وجود تفسير علمي لآلية لوحات الأحلام. فهي تفضل استخدام مصطلح «لوحات العمل» بدلًا من «الأحلام» التي قد تدل على أسلوب أحلام اليقظة في تحقيق رغبات بعيدة المنال. وتتجاوز عملية إنشاء لوحة الأحلام العثور على صورة جميلة لمنزل على الشاطئ قيمته 10 ملايين دولار، بل تتضمن أيضًا اكتشاف الشخص لقيمه، ودوافعه، وأهدافه.

تغيير الرواية

لحسن الحظ أن الرواية اتخذت منحىً مغايرًا للمألوف عند مناقشة كيفية تصور الأهداف، وكيف قد تساهم لوحات الأحلام في تحقيقها. فإذا شاهدت مقطع فيديو لأحد المؤثرين مؤخرًا عن لوحات الأحلام، فمن المحتمل أنك سمعت وصفها بأنها مجرد «تذكِرة» أو أداة تحفيزية لتعزيز طموحك والعمل.

تحدثت المحاضرة التحفيزية الأمريكية ميل روبينز في وقت سابق من هذا العام عن لوحات الأحلام في البودكاست الخاص بها قائلة إن عملية تحويل الأشياء إلى واقع لا تعني الاعتماد على الأمل والتمني، بل تعني تدريب عقلك وجسمك وروحك على العمل؛ فعليك البدء في تصور الخطوات الصعبة والمخيفة والمزعجة التي تساعدك على تحقيقها؛ وهذا ما تضعه على لوحة أحلامك.

المراجع

cnbc.com

inc.com

psychologytoday.com


Cover image by Freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية