منذ أيام قلائل ودعنا عام 2023 الذي شهد عديدًا من الإنجازات والاكتشافات العلمية في مجال الطب، نستعرض أبرزها في هذا المقال.
زراعة كلى بعد تجميدها
تمكن باحثون في جامعة مينيسوتا من زراعة كلى للفئران بعد تجميدها؛ إذ قام الباحثون بإزالة الكلى لخمسة فئران وقاموا بتجميدها ثم تسخينها ليعيدوا لها ساعتها البيولوجية وزراعتها مرة أخرى. يعد هذا إنجازًا غير مسبوقًا في مجال زراعة الأعضاء، وإذا نجحت تلك الفكرة في زراعة أعضاء الإنسان، فسيحدث ذلك طفرة في هذا المجال وسيعمل على إنقاذ آلاف المرضى.
Source: med.umn.edu
دواء للسمنة له فوائد صحية أخرى
في أغسطس 2023، أعلنت شركة «نوفو نورديسك» Novo Nordisk عن نتائج دراسة سريرية أجريت على نحو 17.000 شخص، والتي أفادت بأن المرضى المصابين بزيادة في الوزن وأمراض في القلب والأوعية الدموية الذين يتناولون دواء semaglutide أصبحت لديهم نسبة احتمالية التعرض للإصابة بالأزمات القلبية أقل بـ 20% من أقرانهم الذين لم يتناولوا هذا الدواء. وكانت هذه الدراسة هي الأولى التي تجرى على عدد كبير من الأشخاص وتفيد بأن الدواء له فوائد صحية أخرى بجانب تقليل الوزن. ووصفت دورية «ساينس» Science الشهيرة هذا الإنجاز بأنه إنجاز عام 2023.
يُذكر أن دواء semaglutide يتبع مجموعة من الأدوية تحاكي في عملها هرمون الأمعاء المعروف باسم «ببتيد شبيه الجلوكاجون 1» Glucagon-like peptide 1، ووظيفة هذا الهرمون تحفيز إفراز هرمون الإنسولين وتثبيط إفراز هرمون الجلوكاجون من أجل تقليل نسبة السكر في الدم بعد الأكل. وكانت هذه الأدوية طُورت في الأساس من أجل علاج مرض السكري، ولكن أظهرت الدراسات السريرية جدواها في إنقاص الوزن دون التسبب بآثار جانبية خطيرة.
أدوية جديدة لمرض الزهايمر
أفادت تقارير نتائج ثلاث دراسات سريرية نشرت في يوليو 2023 تحقيق دواء جديد لعلاج مرض الزهايمر نتائج واعدة. ففي حين أن الأدوية المخصصة لعلاج مرض الزهايمر تُعنى بتخفيف أعراضه، فإن هذا الدواء يستهدف المرض نفسه عن طريق استهداف بروتين الأميلويد لإبطاء التدهور الإدراكي، وذلك لأن تراكم هذا البروتين له تأثير سام على الخلايا العصبية ويحدث خللًا في التواصل بين خلايا الدماغ. ورغم أن الدراسات أثبتت جدوى هذه الأدوية، فقد يتعرض بعض المرضى إلى آثار جانبية مثل حدوث تورم أو نزيف في الدماغ. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية الجديدة خطوة نحو إيجاد علاج لمرض الزهايمر.
ترجمة أفكار الدماغ
تمكن فريق بحثي من جامعة تكساس من ترجمة أفكار الإنسان إلى نصوص مكتوبة باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي، وذلك عن طريق عمل قاموس لنشاط الدماغ المصاحب لتفاعله عند سماع الكلمات أو مشاهدة الصور. وباستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي يتم تفسير النشاط الدماغي وتحويله إلى نصوص مكتوبة.
هذا الإنجاز الطبي الواعد لا يزال في مراحله الأولى، إذ أنه لا يمكن تطبيقه خارج المختبر، كما أنه يتطلب من المشارك المكوث نحو 15 ساعة بداخل الجهاز حتى يتم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي. ولكن رغم ذلك، فهو يمثل أملًا للمرضى العاجزين عن الكلام مثل المصابين بالجلطات، ويشير الباحثون إلى إمكانية استبدال جهاز الرنين المغناطيسي بجهاز آخر قابل للتنقل في المستقبل.
Image by kjpargeter on Freepik
المراجع
quantamagazine.org
science.org
science.org
nationalgeographic.com
healthitanalytics.com
Cover image by KamranAydinov on Freepik