«المعضلة الاجتماعية» Social Dliemma فيلم درامي وثائقي حصد جائزتي إيمي من إنتاج منصة نتفليكس. يناقش الفيلم التأثير المجتمعي المدمر لمنصات التواصل الاجتماعي، وكيف تستغل شركات التكنولوجيا الخوازميات لجعل المشاركين مدمنين على منصاتهم. فيصوِّر الفيلم عالَمًا ديستوبيًّا قائمًا على البيانات التي يتم تجميعها عن ملايين من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
الفيلم للمخرج الأمريكي جيف أورلوفسكي، ويعرض عددًا من المقابلات التي أجريت مع مسؤولين تنفيذيين سابقين في الشركات التكنولوجية ومنصات التواصل الاجتماعي الأشهر والأعلى تقييمًا. ومن الشخصيات الجوهرية في الفيلم تريستان هاريس، الرئيس التنفيذي لمركز التكنولوجيا الإنسانية وأحد مؤسسيه، وخبير أخلاقيات التصميم السابق في شركة جوجل. يسرد هاريس تجربته المباشرة بوصفه شاهدًا على سباق منصات التواصل الاجتماعي للفت الانتباه، وكيف أدى ذلك –في رأيه– إلى «زعزعة استقرار المجتمع».
وعلى التوازي، يعرض الفيلم حياة أسرة تخيُّلية لها ثلاث أبناء مراهقين من أعمار مختلفة. فنستطيع أن نتابع من ناحية الجهد الذي يبذله الوالدان لتقليل الوقت الذي يقضيه أبناؤهما أمام الشاشات. ومن ناحية أخرى، نرى كيف يمكن للخوازميات عرقلة التطور الطبيعي لحياة الأبناء الاجتماعية من خلال سحبهم داخل دوامة لا تنتهي من المحتوى والإعلانات. وقد ساهم تجسيد الخوازميات كأشرار يتحكمون في مصائر البشر في إضفاء مزيد من الكآبة على الصورة التي أنشأها الفيلم عن تأثير منصات التواصل الاجتماعي.
وعلى نطاق أوسع، نستطيع تصوُّر كيف يتم تحريك الجموع بفعل الخوارزميات التي تتأثر بنشاط المستخدمين، مثل تاريخ البحث على الإنترنت والإعجابات والتعليقات وزيارات الصفحات وغيرها. ويتسنى للمشاهدين أيضًا أخذ فكرة عن المشكلات والشكوك التي شابت دور خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي في حملات الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يُمثِّل تهديدًا بالغًا لمفهوم الديموقراطية.
وبينما نشاهد المقابلات التي تُجرى مع مختلف المؤسسين والمسؤولين التنفيذيين السابقين، فإننا نتابع أيضًا السقوط التدريجي لبعض أفراد الأسرة التخيُّلية نتيجة إدمانهم على منصات التواصل الاجتماعي. وفجأة تكشف مجريات الفيلم التي بدت لوهلة وكأنها انتقادًا مبالغًا فيه لمنصات التواصل الاجتماعي عن حقيقة مؤلمة كثيرًا ما يتم التغاضي عنها، خاصة عندما يعترف جميع ضيوف المقابلات تقريبًا أنهم يمنعون أولادهم من استخدام منصات التواصل الاجتماعي أو يحددون استخدامهم لها. يضم الفيلم أيضًا مقابلات مع أطباء نفسيين وخبراء في الأدمان، ويعرض بين حين وآخر اقتباسات قاسية لبعض الضيوف والشخصيات المؤثرة تتحدث عن الخطر المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي.
وسواء كانت هذه الخوازميات ستطيح بالإنسانية أو لا، فإن صناع الفيلم يختتمون العمل بنهاية مفتوحة واقتباسات للكلمات الختامية للضيوف. وقد عبر بعضهم عن أمله في فرض قيود على شركات التكنولوجيا في المستقبل القريب، في حين يرى آخرون أننا في حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لصون مفهوم الديمقراطية.
المراجع
tristanharris.com
imdb.com
en.wikipedia.org/wiki/The_Social_Dilemma
en.wikipedia.org/wiki/Jeff_Orlowski
Cover image: Poster design by Indika Entertainment Advertising/Source