أطلقت شركة أوبن إيه آي OpenAI في 30 نوفمبر 2022 برنامج تشات جي بي تي ChatGPT. وبعد مرور شهرين فقط من إطلاقه، بلغ عدد مستخدميه أكثر من 100 مليون مستخدم أسبوعيًّا؛ ليسجل أرقامًا قياسية في وقت قصير. ورغم هذه الضجة الهائلة؛ وبالأخص في الأوساط التعليمية والأكاديمية، نتساءل: هل يمثل ChatGPT خطرًا على التعليم؟
ما هو برنامج ChatGPT؟
هو روبوت دردشة متطور جدًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ تستطيع التحدث معه، وطرح الأسئلة عليه ليجيبك عليها في خلال لحظات قليلة. فالبرنامج مُدرب على جمع المعلومات وإعادة صياغتها وتلخيصها، وبإمكانه كتابة النصوص المختلفة؛ مثل المقالات، ورسائل البريد الإلكتروني، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، كما يستطيع إنجاز المهام المختلفة؛ مثل الترجمة، والتلخيص، وكتابة الأكواد البرمجية، والإجابة على الأسئلة، وطرح الأفكار.
وبسبب تطوره، أثار البرنامج موجة من الجدل في الأوساط التعليمية. ففي حين يرى بعض المعلمين أن بالبرنامج إمكانيات هائلة ستعود بالنفع على العملية التعليمة، يرى آخرون أن الطلاب قد يستخدمونه في الغش أو في إنجاز مهامهم دون بذل مجهود؛ مما يؤثر على عملية التعليم والتعلم، ويقلل من قدرات الطلاب على التفكير الناقد، كما يُعد ظهور بعض المعلومات الخاطئة في إجابات البرنامج من المخاوف الرئيسية.
لذا لجأت بعض المدارس إلى حجب الموقع تمامًا من شبكة الإنترنت الخاصة بالمدرسة؛ مثلما حدث في المدارس العامة بمدينتي نيويورك وسياتل، ولكنه لم يمنع الطلاب من استخدامه خارج المدرسة أو داخلها عن طريق شبكة خاصة افتراضية VPN. واستخدم بعض المعلمين تطبيقات أخرى في الكشف عن النصوص المولدة بالذكاء الاصطناعي؛ مثل GPTZero، ولكن اتضح إنه لا يمكن الاعتماد عليها، لإمكانية إعادة الصياغة باستخدام برامج أخرى وخداع البرنامج.
لذا كان الحل الأمثل معرفة المميزات والعيوب، والتصرف بناءً على تلك المعطيات.
مميزات وعيوب
برنامج ChatGPT ذو إمكانيات هائلة وله مميزات وفوائد عديدة للمعلمين والطلاب. فهو أداة توفر وقت المعلم، وتريحه من عناء كتابة رسائل البريد الإلكتروني لأولياء الأمور، وإعداد الاختبارات والتمارين والأنشطة. ويستطيع المعلم استخدامه أيضًا في إعداد الدروس في دقائق معدودة بدلًا من قضاء ساعات في تصميم محتوى تعليمي يحمل أفكارًا إبداعية، أو الإتيان بأفكار جديدة لشرح الدروس، أو إعداد خطط درس مصممة وفق مستوى الطلاب وأنماط تعلمهم.
وأما عن فوائده، فهي عديدة؛ يمكن أن يكون للطالب مُعلمًا شخصيًّا افتراضيًّا على مدار الساعة يساعده في التعلم تبعًا لاحتياجاته، وتحديد نقاط القوة والضعف لديه. ويمكن للطالب طرح أسئلة عديدة تخص المادة الدراسية ليلقى جوابًا على الفور، بدلًا من انتظار رد المعلم. وكذلك يساعد البرنامج على تعلم اللغات لقدرته على تصحيح اللغة، وتقييم النطق والترجمة الفورية، وتحسين الأسلوب الكتابي، وإعداد الامتحانات.
على الجانب الآخر، تكمن عيوب ChatGPT في عرض المعلومات الخاطئة، أو التحيز لمعلومات بعينها، بالإضافة إلى الأخطاء التكرارية؛ ولذا، لا بد من مراجعة ما ينتجه البرنامج وتنقيحه، والتحقق من دقة المعلومات.
استغلال الإمكانيات وتقليل المخاطر
دائمًا ما تواجه التقنيات الجديدة موجات من الرفض والقبول بين الناس؛ بسبب قلة المعرفة بها. لذا الحل الأمثل لاستغلال إمكانيات ChatGPT، تعلم كيفية استخدامه وإيجاد الطرق المناسبة لتفادي عيوبه. ويجب على المعلمين أيضًا توجيه الطلاب لاستخدام البرنامج بذكاء وتقييم إجاباته؛ لتعزيز التفكير الناقد لديهم.
يمثل البرنامج تهديدًا للأنظمة التقليدية في الامتحانات والتقويم، فيجب أن تتطور بحيث تركز على التحليل والتفكير الناقد والإبداع، وطرح الأسئلة الصحيحة والتحقق من صحة المعلومات. وبما أن البرنامج يوفر كثيرًا من وقت المعلمين، فيتيح لهم أيضًا فرصة التركيز على الطالب نفسه وبناء مهاراته عوضًا عن الحفظ والتلقين.
في الختام، برنامج ChatGPT أداة ذات فوائد عدة للمعلمين والطلاب، وسيحدث ثورة في التعليم، ولكنها تحل محل المعلم؛ لذلك ينبغي التكيف معها، وتطوير النظام التعليمي من أجل إعداد الطلاب للمستقبل.
المراجع
digitallearninginstitute.com
evalueserve.com
nea.org
nytimes.com
Cover Image by frimufilms on Freepik