أعلن إيلون ماسك، ملياردير التكنولوجيا وثاني أغنى شخص في العالم في وقت كتابة هذا المقال، عبر حسابه على منصة X أن شركته «نيورالينك» للأجهزة الطبية أصبحت أول شركة تنجح في زراعة شريحة دقيقة في الدماغ البشري. يمثل هذا الإجراء تقدمًا كبيرًا لشركة نيورالينك التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل على التحكم في الحركة عن طريق التفكير. ومع ذلك، كان هناك رد فعل عنيف عبر الإنترنت، إذ اعتقد بعض أن شريحة Telepathy «التخاطر» هي طريقة جديدة للتحكم في العقل.
في العام الماضي، حصلت شركة نيورالينك الناشئة، ومقرها كاليفورنيا، والتي شارك في تأسيسها إيلون ماسك، على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لإجراء أول تجربة سريرية على الإنسان، والتي تُعد علامة فارقة وحاسمة لطموحات الشركة الناشئة لمساعدة المرضى على التغلب على الشلل والأمراض العصبية الأخرى. بعدها بعدة أشهر، بدأت الشركة الناشئة في استقطاب المرضى الذين يعانون من الشلل الرباعي الناجم عن إصابة الحبل الشوكي العنقي أو التصلب الجانبي الضموري. وفي شهر يناير 2024 أعلن ماسك من خلال حسابه على منصة X عن مزيد من التقدم قائلًا: «تُظهر النتائج الأولية اكتشافًا واعدًا نتيجة ارتفاع الخلايا العصبية».
استخدمت الدراسة روبوتًا لزرع واجهة دماغية حاسوبية في الدماغ وذلك للتحكم في الرغبة في الحركة. تهدف الخيوط الدقيقة للواجهة المزروعة إلى المساعدة على نقل الإشارات إلى دماغ المشارك الذي لم يتم الكشف عن هويته بعد. شريحة التخاطر، أول منتج لشركة نيورالينك، «تُمكِّنك من التحكم في هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ومن خلالها يمكننا أن نتحكم في أي جهاز تقريبًا، فقط عن طريق التفكير»، هذا ما كتبه ماسك في تغريدة متابعة بعد تغريدته الأولى عن هذا الإجراء.
الجدير بالذكر أن هناك شركات أخرى تعمل في هذا المجال، بما في ذلك شركة سينكرون Synchron، وهي شركة تصنيع معدات طبية ومقرها نيويورك. وفي عام 2021، كانت شركة سينكرون أول شركة تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء لاختبار أجهزة على البشر. ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل المرضى في تجارب للزرع. قال الدكتور بول نويجوكيان، الأستاذ المساعد في الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد: «منذ نحو 20 سنة، كانت الأبحاث الأكاديمية حول زراعة أجهزة بالدماغ، حتى هذه اللحظة، تعتمد بشكل أو بآخر على الأسلاك». وأضاف نويوجوكيان: «المختلف في شريحة نيورالينك هو أنها يمكن زرعها بشكل كامل، وتعمل بالبطارية، كما أنها لاسلكية. كل هذا يتم عن طريق البلوتوث». على الرغم من التقدم الواعد والملحوظ، فإن هذا النوع من التقنيات يشكل خطرًا صحيًّا نتيجة للعدوى والنزيف وتلف الأنسجة؛ حيث يتطلب قطع الجلد للوصول إلى جمجمة الإنسان وحفر ثقب فيها.
وعلقت آن فانهوستنبيرج، أستاذة الأجهزة الطبية النشطة القابلة للزرع في جامعة كينجز كوليدج في لندن، قائلة: «نحن نعرف أن إيلون ماسك ماهر جدًّا في نشر الدعاية عن شركته، لذا قد نتوقع ظهور الإعلانات بمجرد بدء الاختبار، على الرغم من أن النجاح الحقيقي في رأيي يجب تقييمه على المدى الطويل، بناءً على مدى استقرار الواجهة (الشريحة) بمرور الوقت، ومدى استفادة المشارك منها».
ليست هذه المرة الأولى التي تشق فيها شركة نيورالينك طريقها إلى عناوين أخبار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم. ففي وقت سابق من هذا العام، تم تغريم شركة التكنولوجيا الناشئة بسبب انتهاكها قواعد وزارة النقل الأمريكية DOT فيما يتعلق بنقل المواد الخطيرة. في عام 2022، ورد أن الشركة كانت قيد التحقيق الفيدرالي بتهمة انتهاك قانون رعاية الحيوان AWA لقتل نحو 1500 حيوان بما في ذلك أكثر من 280 خروفًا، وخنزيرًا، وقردًا منذ عام 2018 نتيجة إجراء اختبارات على هذه الحيوانات. ووفقًا لبعض الواشين عن مخالفات الموظفين، أجريت الاختبارات بسرعة كبيرة مما تسبب في المعاناة والوفيات.
المراجع
en.wikipedia.org/wiki/Elon_Musk
reuters.com
vox.com/future-perfect
reuters.com
reuters.com
theguardian.com
edition.cnn.com
Image by Freepik.