لا تفوت فرصة عيش حياة صديقة للبيئة بممارسة بعض العادات الخضراء البسيطة، واتباع أسلوب حياة مستدام عند التسوق.
يمتاز الربع الأخير من العام بعدد من الحملات الدعائية المختلفة وعروض الشراء المغرية، والتي تبدأ مع البلاك فرايدى (أو الجمعة البيضاء كما يطلق عليها في الدول العربية) وتنتهي مع تخفيضات العام الجديد؛ ليصبح أمتع مواسم التسوق على الإطلاق. وكثيرون قد تصيبهم آفة هوس التسوق، بغض النظر عن نمط حياتهم أو حالتهم المالية؛ فعلى الرغم من أن حياتنا مثقلة بالفعل بالاضطرابات والقلق، فإن التسوق المفرط يُلحق الضرر بكوكب الأرض أيضًا. نقدم في هذا المقال بعض العادات الخضراء البسيطة التي يمكن أن تساعدنا على التحول من مستهلكين مفرطين إلى صناع تغيير مستنيرين.
Freepik
1– استعد للتسوق
عليك الاستعداد قبل التوجه إلى المتجر؛ لتجنب إغراءات العروض الدعائية وما يتبعها من عمليات شراء متهورة لأشياء لا تحتاج إليها حقًا. تذكر: لا تذهب للتسوق أبدًا وأنت جائع، فقد تتخذ قرارات غير مدروسة. جهِّز قائمة تسوق بالعناصر المراد شرائها؛ واكتب الكميات المطلوبة من كل صنف ومدة استهلاكها. أعِد قراءة القائمة، وفكر أي من العناصر المكتوبة تحتاج إليه الآن وما يمكن تأجيل شرائه إلى وقت لاحق. والآن، ألقِ نظرة نهائية على قائمتك، وفكر هل يحتاج أي من هذه العناصر إلى تحضيرات معينة قبل التوجه إلى المتجر.
2- حقيبتك صديقتك، وصديقة البيئة، فلا تنسها!
بعدما ننتهي من التسوق، وفور وصولنا إلى المنزل وبدء تفريغ أمتعتنا، كثيرًا ما نجد أنفسنا غارقين في الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والتي تستغرق قرونًا حتى تتحلل. فلن تصدق أنك أنفقت أيضًا أموال طائلة على موارد غير ضرورية تتسبب بطريقة أو بأخرى في تغير المناخ! ولذلك عليك تجنب شراء المواد البلاستيكية بقدر ما تستطيع، وأقل ما يمكنك فعله تجهيز حقيبة تسوق قابلة لإعادة الاستخدام؛ فإذا لم يكن لديك واحدة بالفعل، أنصحك بشرائها والاحتفاظ بها. تأكد من شراء حقيبة يمكن طيها ووضعها في حقيبتك الشخصية أو جيبك، لتشجيعك على حملها أينما ذهبت. ويمكنك أيضًا صنع حقيبة تسوق قابلة لإعادة الاستخدام بنفسك من الملابس القديمة؛ شاهد الخطوات من هنا.
Freepik
3- تسوق بنفسك
انتشر التسوق الإلكتروني بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية؛ ورغم ذلك، قد يكون لتلك الممارسات بصمة كربونية هائلة. فالعملاء الذين يطلبون عنصر واحد من أكثر من متجر عبر الإنترنت يساهمون في زيادة الانبعاثات ومخلفات التغليف والتعبئة، إذ يغلف كل عنصر منفصلًا لحمايته ثم يعبأ في صندوق أكبر قبل شحنه. وكذلك تساهم مركبات التوصيل في انبعاثات غازات الدفيئة، خاصة عندما يقوم عاملو التوصيل برحلات متعددة لتسليم عناصر فردية، أو لتوصيل المرتجعات من العملاء وتصفية البضائع القديمة، أو عندما يفشلون في تسليم الشحنات من المرة الأولى. فالأحرى أن تذهب للتسوق بنفسك، أو أن تشتري العناصر المطلوب توصيلها لمكانك من أقرب متجر، أو الاشتراك مع أصدقاءك في التسوق إلكترونيًّا لتقليل بصمتكم الكربونية.
4- اشتري المحلي
اشترِ حاجاتك من الشركات والمتاجر المحلية والمجاورة؛ فهذا يساعد على التسوق الواعي بالبيئة، ويساهم في الانتعاش الاقتصادي لمجتمعك. فتلك الممارسة تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي عند دعمك للشركات المحلية التي تهيئ فرص عمل جديدة فتزدهر الأعمال التجارية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم التسوق المحلي في تحقيق مستقبل مستدام. فالمنتجات المصنوعة أو المزروعة محليًّا عادة ما تعتمد على عمليات أصغر حجمًا؛ أي استخدام طاقة أقل في عمليات التصنيع، والتخزين، والنقل. وهذا يترجم إلى انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة، والحفاظ على الطاقة والموارد الطبيعية.
5- استفد من كل شيء
اسأل في المتجر الذي تفضل التسوق منه إن كان من المقبول إحضار عبوات التخزين الخاصة بك، بدلاً من جلب مزيد من المواد البلاستيكية إلى المنزل. احضر أكياس/ عبوات تخزين قابلة لإعادة الاستخدام لحفظ الأغذية والمشروبات؛ ومن أمثلتها الزجاجات، والبرطمانات، والأكياس محكمة الغلق، والعلب. اطلب من خدمة العملاء، إن أمكن، حساب وزن عبوتك فارغةً، وتسجيل وزنها على ملصق قبل إضافة العنصر المراد شراؤه إليها، ثم احسب وزن العنصر وثمنه بطرح وزن العبوة الفارغة من الوزن الإجمالي. ويفضل أيضًا اختيار المنتجات ذات التغليف البسيط والذي تتخلص منه فور عودتك إلى المنزل. فتلك ليست قضية بيئية فحسب، إذ تمثل المواد الكيميائية المستخدمة في التعبئة والتغليف خطورة عالية على صحتنا.
6- تسوق بحكمة
إذا أردت شراء كميات من المنتج الواحد، يمكنك الشراء بالجملة وتقسيمها مع الأصدقاء ومشاركة التكلفة إن أمكن، أو اختيار المنتجات ذات الحجم العائلي التي تتميز بتغليف وتكلفة أقل. فإن توافرت لديك المساحة والخبرة، فقد تكون الطريقة المثلى لملء أرفف منزلك بعناصر تستخدمها يوميًّا؛ ومنها الخضروات الموسمية، مثل الثوم، والذي يمكن تخزينه بتقطيعه وتجميده للاستهلاك اليومي. لا يمكننا تطبيق تلك الطريقة على الأطعمة ذات مدة الصلاحية قصيرة الأجل، مثل منتجات الألبان، مقارنة بالأطعمة المعلبة والمجففة؛ وفي هذه الحالة، يؤدي الإفراط في شرائها إلى هدر الطعام. فعندما تتم تلك الممارسة بشكل صحيح، ستتمكن تحقيق مكاسب هائلة عندما تستثمر في وقتك، وجهدك، وأموالك.
7- قاوم التسوق عند الشعور بالحزن والقلق
يجد معظمنا التسوق أحد أشكال تخفيف التوتر، ولكن العكس الصحيح. ويعد الفومو FOMO، أو الخوف من فوات الفرصة، أحد أسباب التسوق المتهور. وللتغلب على هذا شعور، كلما صادفت أشياء متصدرة الأزياء أو الموضة وتكون مجرد مضيعة للمال، راجع ما تملكه أولًا، فقد تجد فيه ما يرضيك ويملأ تلك الفجوة. وإن كنت تشعر بأن ما تملكه لا يتطابق تمامًا مع الموضة الحالية، صدقني، ستجد هذا أفضل كثيرًا من التخلص الفوري من منتج جديد أو ندم المجازفة في الموضة السريعة. وبدلاً من شراء منتج جديد، يمكنك أيضًا توفير الموارد والطاقة والمال بتبادل الأشياء أو استعارتها من أصدقائك؛ وهذا ينطبق على الملابس والكتب وألعاب الفيديو وما إلى ذلك. وبالنسبة لآليات التعامل مع التوتر بدلًا من التسوق، جرب آليات أخرى أكثر استدامة وفعالية؛ مثل ممارسة الرياضة، أو التأمل، أو التطوع، أو استشارة طبيب متخصص.
8- اكتشف كنوزًا مخفية في الملابس المستعمل
تستهلك صناعة الملابس الجديدة كميات هائلة من المياه والطاقة؛ ومن أشهرها زراعة القطن وصباغته وإنتاجه. ويمكنك الحد من تلك التأثيرات البيئية الإضافية عند شراء الموارد الموجودة بالفعل. فشراء المستعمل يقلل من استخدام الموارد ودورات الإنتاج الجديدة، كما يعزز الممارسات المستدامة التي تشجع نماذج الموضة الدائرية. وهذا يعني تقليل التأثيرات البيئية الضارة، وكمية الملابس التي ينتهي بها الأمر في مكب النفايات، ومن ثم إعطاء الملابس القديمة فرصة جديدة بإطالة عمرها. ساهم في تحقيق مستقبل أكثر استدامة، ووفر أموالك، واستمتع بقطع أزياء عتيقة وفريدة من نوعها لتتميز عن الآخرين.
9- اجعل خياراتك الاستهلاكية صديقة للبيئة
كن انتقائيًا في المنتجات التي تختارها، واسأل دائمًا عن البدائل لمقارنة التكلفة والحجم والكميات. اجعل معيارك عند الشراء اختيار كل ما هو موفر للطاقة (في حالة الأجهزة الإلكترونية)، والجودة العالية أو المتانة، وقابلية إعادة الاستخدام أو التدوير، بدلاً من شراء منتجات أخرى ذات الاستخدام الواحد. وتوقف عن شراء الأشياء التي لا تحتاجها حقًا، وكن أكثر حذرًا ألا تشتري الأشياء بناءً على سعرها وليس على حاجتك الفعلية إليها.
Freepik