بينما نخطو نحو عام 2025، سيستمر المشهد السيبراني في التطور بسرعة غير مسبوقة. ومن ثم، فإننا سنحتاج إلى تبني استراتيجية أشد فاعلية للدفاع الرقمي نظرًا لزيادة تعقيد الهجمات الإلكترونية والتطور السريع للتكنولوجيا.
يستعرض هذا المقال أهم خمسة تطورات في مجال الأمن السيبراني التي ستساعدك على حماية بياناتك العام القادم.
1– حلول الأمن السيبراني القائمة على الذكاء الاصطناعي
نشهد جميعًا كيف يغير الذكاء الاصطناعي AI عديدًا من المجالات، بما في ذلك الأمن السيبراني؛ ففي الوقت الحالي، صارت خوارزميات تعلُّم الآلة قادرة على رصد الاتجاهات وتعرف الأنماط والاختلافات التي تشير إلى وجود تهديدات سيبرانية محتملة، بما يتيح للمؤسسات الاستجابة بسرعة والحد من تأثير الاختراق.
وبناءً على ذلك، من المتوقع أن تزداد الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي تطورًا بما يعزز من قدراتها على كشف التهديدات السيبرانية. علاوة على هذا، يزيد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأتمتة الفحوصات الأمنية الروتينية، بما يوفر العنصر البشري لأداء المهام الأشد تعقيدًا.
2– التوسع في استخدام «نموذج أمان انعدام الثقة»
يعمل نموذج أمان انعدام الثقة وفقًا لمبدأ «لا تثق أبدًا، تحرَّى أولًا». استُحدث «نموذج أمان انعدام الثقة» لأول مرة عام 2010، على يد جون كيندرفاج خبير الأمن السيبراني. ومنذ ذلك الحين تطور نتيجة وجود حاجة مستمرة إلى تحسين التدابير الأمنية في المشهد الرقمي دائم التغير.
يتميز النموذج بتطبيق إجراءات أمنية صارمة للتحقق من هوية المستخدمين والأجهزة، بما يضمن أقصى درجات الحماية. فمن خلال افتراض ظهور التهديدات من داخل الشبكة وخارجها، يحدُّ «نموذج أمان انعدام الثقة» من أخطار الوصول غير المصرح به وانتهاك البيانات، بما يرسي ركائز إنشاء نظام أمان محكم لعام 2025 وما بعده.
3– التركيز على أمان سلاسل الإمداد
تجلت الثغرات الأمنية في العلاقات مع الشركاء الخارجيين خلال الهجمات السيبرانية الحديثة، ولا سيما تلك التي استهدفت سلاسل الإمداد. نتيجة لذلك، صارت الصناعات تولي أهمية متزايدة للتأكيد على تأمين شبكاتها ومستودعاتها.
ويعد تعزيز أمن سلاسل الإمداد استراتيجيةً فعالة للحدِّ من مخاطر الهجمات السيبرانية التي تستغل نقاط الضعف لدى الشركاء الخارجيين، وعادة ما تنفذ على ثلاث خطوات. الخطوة الأولى هي تقييم المخاطر التي قد تطرأ من جهة الشركاء، يليها فرض معايير أمنية صارمة عليهم، وأخيرًا مراقبة أنشطتهم بشكل مستمر.
4– ظهور تقنيات تعزيز الخصوصية
مع تزايد مخاوف المستخدمين والهيئات التنظيمية بشأن خصوصية البيانات، ستشهد صناعة التكنولوجيا عام 2025 زيادةً في استخدام تقنيات تعزيز خصوصية المستخدمين PETs. تعتمد تقنيات تعزيز الخصوصية على تقنيات تسمح بتحليل البيانات بسلاسة دون خطر الكشف عن معلومات حساسة، مثل الخصوصية التفاضلية والتشفير المتجانس.
وهكذا، من خلال استخدام تقنيات تعزيز الخصوصية، تستطيع المؤسسات حماية بيانات المستخدمين الشخصية والامتثال للوائح حماية البيانات لزيادة ثقة العملاء فيها.
5– التركيز على تنمية مهارات الأمن السيبراني
في ظل التزايد المستمر في الطلب على خبراء الأمن السيبراني وقلة أعدادهم، تتسع الفجوة بين العرض والطلب. من المتوقع في 2025 أن تزيد المؤسسات استثماراتها في برامج التدريب والتطوير المهني، بهدف تعزيز مهارات موظفيها وجذب مزيد من المواهب.
ومن خلال سد هذه الفجوة في المهارات المطلوبة، ستتمكن المؤسسات من تعزيز قدراتها الفنية وخبراتها في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة. ينبغي للشركات أيضًا ابتكار طرق للتعاون مع المؤسسات التعليمية لمساعدة الطلاب على اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة التهديدات السيبرانية الجديدة.
الخلاصة
مع اقتراب عام 2025، من الضروري متابعة آخر التطورات في الأمن السيبراني لحماية الأصول الرقمية والمساعدة في الحفاظ على روح الثقة المتبادلة في عالم متصل رقميًّا.
من خلال تبني هذه الاتجاهات الخمسة الرئيسية في مجال الأمن السيبراني، يمكننا الحد من المخاطر السيبرانية وحماية البيانات في المشهد الرقمي دائم التغير.
المراجع
beyondtrust.com
idsalliance.org
sharefile.com
illumio.com
Cover Image by freepik