شارك
تمثل المياه نحو 71٪ من سطح الأرض، وتتنوع ما بين مياه بحار ومحيطات مالحة، ومياه متجمدة في القطبين، ومياه عذبة صالحة للشرب متمثلة في المياه الجوفية ومياه الأنهار وبعض البحيرات. ولا تتعدى نسبة المياه الصالحة للشرب أكثر من 3٪ من إجمالي المياه الموجودة على الأرض، ولكن هل هذه المياه فعلًا صالحة للشرب؟
ربما كانت الإجابة نعم منذ عدة آلاف سنة؛ أما الآن، وبعدما أثر التلوث بأنواعه المختلفة في الموارد البيئية ومن ضمنها الموارد المائية، فلم تعد الإجابة نعم! لذلك لا يكاد يخلو بيت هذه الأيام في عديد من البلاد المتقدمة وبعض البلدان النامية من وجود فلاتر لمياه الشرب، في محاولة للحصول على مياه نظيفة ونقية تلافيًا لحدوث أمراض، وللاستمتاع بمذاق رائع للمياه.
تاريخ تنقية المياه
ربما تُعد فلاتر المياه من الاختراعات الحديثة، ولكن الحقيقة أن فكرة تنقية المياه قديمة جدًّا، منذ أن عرف الإنسان أهمية الحصول على مياه نقية للشرب. ترجع أقدم الكتابات باللغة السنسكريتية التي تتحدث عن تنقية المياه إلى نحو ألفي عام، وكانت الطرق المستخدمة حينها في تنقية المياه تتمثل في غليها، أو وضع بعض الأدوات المعدنية الساخنة بها بغرض تحسين مذاقها؛ حيث ارتبطت فكرة المذاق الجيد للمياه بكونها نظيفة.
ثم اخترع الطبيب اليوناني المشهور أبقراط فلترًا خاصًّا به، وهو كيس من القماش يمرر به المياه بعد غليها لتترسب به الشوائب وتصبح المياه نظيفة. ثم حدثت الطفرة في عام 1627م على يد «فرانسيس بيكون» الذي اخترع أول تقنية باستخدام فلتر من الرمال لتنقية مياه البحر وتحليتها لاستخدامها في الشرب؛ ثم تطورت الفلاتر على مر القرون اللاحقة لتبدو بالشكل الذي وصلت إليه في الوقت الحالي.
كيف تعمل الفلاتر؟
تستخدم في الفلاتر تقنيتان أساسيتان لتنقية المياه، وهما:
- التنقية الفيزيائية: تعتمد على إزالة الرواسب الصلبة الدقيقة من الماء، سواء كانت رواسب عضوية أو رواسب كيميائية.
- التنقية الكيميائية: تعتمد على تمرير المياه خلال مادة نشطة فتُخلص المياه من الملوثات والرواسب كيميائيًّا.
هناك أربعة أنواع من الفلاتر:
- فلتر الكربون النشط: الأكثر استخدامًا في المنازل؛ حيث يعتمد على الفحم في تنقية المياه كيميائيًّا من الشوائب والرواسب. ولكن، بالرغم من أنه فعال في التخلص من جميع أنواع ملوثات المياه، بما في ذلك مركبات الكلور، فهو لا يُلائم المعادن الثقيلة الموجودة بالمياه مثل الصوديوم؛ مما قد يؤدي إلى انسداد الفلتر.
- فلتر التناضح العكسي: تعتمد فكرة هذا الفلتر على تمرير المياه من خلال نسيج ضيق جدًّا تحت ضغط عالٍ؛ فتمر المياه وتبقى العوالق.
- فلتر التبادل الأيوني: يعمل عن طريق تقسيم ذرات المواد المـُلوثة وتحويلها إلى أيونات باستخدام الطاقة الكهربية؛ فتتبادل هذه الأيونات الضارة مع أيونات أخرى نافعة.
- فلتر التقطير: يعتمد على تبخير المياه، ثم إعادة تبريدها في وعاء آخر؛ إذ إن درجة غليان المياه أقل من درجة غليان المعادن السامة الثقيلة؛ فتترسب الأخيرة في القاع. ولكن للأسف هناك بعض المركبات العضوية المتطايرة التي تُعد درجة غليانها أقل من درجة غليان المياه؛ فتتبخر معها، ولا يمكن تنقية المياه منها بهذه الطريقة.
تُعد الفائدة الأساسية من استخدام فلاتر المياه الحصول على مياه نقية صالحة للشرب، بدون شوائب أو مركبات كيميائية ضارة أو معادن سامة، ومن ثم التمتع بصحة أفضل، وتقليل فرص الإصابة بالأمراض التي يمكن أن تنقلها مياه الشرب؛ كذلك تقلل نسبة الإصابة بالسرطان. ولكن، بالرغم من تلك الفوائد الرائعة لفلاتر مياه الشرب، فإن لها بعض الأضرار في حالة عدم تغيير الأجزاء التي يجب تغييرها بصفة دورية (الشمعات)، وفي هذه الحالة لن يعمل الفلتر بشكل فعال، كذلك يمكن أن تقلل الفلاتر من كمية الأملاح والمعادن المفيدة الموجودة بالمياه، فنفقد فائدتها.
المراجع
historyofwaterfilters.com
allaboutwater.org
dwqr.scot
Cover designed by Freepik