لعقود من الزمان، ظللنا مفتونين ومتخوفين من الروبوتات التي تظهر في أفلام الخيال العلمي، وعندما كبرنا شاهدناها وهي تمشي، وتتحدث، وتضرب الأشياء، وتستحوذ على العالم في تجسيد مطلق للذكاء الاصطناعي.
والآن وصلت هذه الربوتات أخيرًا، وهي لا تشبه الروبوتات التي ظهرت في فيلم الشرطي الآلي أو المدمر – فليس من المتوقع أن يطيح الجيل الحالي من الروبوتات بالبشر في أي وقت قريب – إلا أنها مطورة لدرجة كبيرة وبارعة لدرجة خطيرة وهي إحدى العجائب التكنولوجية الفائقة.
تعرَّف على أسيمو - أكثر روبوتات العالم تقدمًا:
قامت شركة هوندا بطرحه في عام 2000 ثم تم تحديثه مؤخرًا لتبدو النسخة الجديدة من أسيمو وكأنها أعجوبة من عجائب الخيال العلمي تحولت إلى حقيقة.
فعلى الرغم من أن النسخ السابقة كانت متقدمة للغاية – فكانت مزودة بإمكانية المشي بدون مساعدة، وفهم الإيماءات والأوامر، وتسلق السلالم صعودًا ونزولاً، والرقص، والقيام بأشياء مدهشة للغاية – إلا أن هوندا لم تكتف بذلك وطورت النسخة الجديدة تطورًا مذهلاً مثيرًا للرهبة.
وبفضل تكنولوجيا السلوك المستقل الجديدة، فقد أصبح أسيمو الآن أقل "آلية" وأكثر قدرة على "التحكم الذاتي"، مما يعني أن بإمكانه التفكير بنفسه واتخاذ القرارات مستقلاًّ بذاته عن أي تدخل بشري.
إن هذا "الذكاء" التكنولوجي الجديد لم يقم بتحسين قدرات أسيمو السابقة فحسب، بل ساعده على تنسيق ما بين هذه القدرات معًا والتكيف مع الأوضاع المتغيرة، وذلك دون الحاجة إلى إشراف دائم منا نحن البشر.
فباستخدام قدرته الخارجية على التعرف على الأشياء، ومجموعة من أجهزة الاستشعار السمعية والبصرية، بالإضافة إلى الخبرات السابقة، يستطيع أسيمو معالجة المعلومات وتقييم الأوضاع بسرعة وفي وقت واحد، والتخطيط لخطوته المقبلة بعناية.
فعلى سبيل المثال، يمكن لأسيمو أن يوقف عمله الحالي ويغير سلوكه لأداء خدمة لشخص آخر أو حتى التوقف عن عمل معين مؤقتًا واستئنافه بعد أداء مهمة مختلفة فيما بينهما.
وإذا كان هناك أكثر من شخض في الغرفة، يستطيع أسيمو متابعة محادثتهم والتعرف على وجوه وأصوات كل الأشخاص الموجودين، حتى إذا تحدث عدة أشخاص في وقت واحد، وهو شيء صعب حتى بالنسبة إلينا نحن البشر.
وإذا كان أسيمو يتقن المشي في السابق، فما يثير الإعجاب الآن هي قدرته على تجنب الاصطدام بشخص آخر أثناء سيره، وذلك باستخدام معلومات من "أجهزة الاستشعار الاستباقي للفراغ" الخاصة به والتي تساعده على توقع المكان الذي سيكون فيه الشخص خلال الثواني القليلة المقبلة.
هذا وقد أصبحت يداه أكثر "ذكاءً" بفضل أجهزة استشعار اللمس الموجودة على أصابعه ونقطة الارتكاز الموجودة في راحة يده لإعطاء اليد ردود فعل دقيقة تستخدم للتحكم في أصابع اليد بشكل مستقل. وتتحد أجهزة الاستشعار تلك مع قدرته على التعرف على الأشياء لصب محتويات الزجاجة في كوب، على سبيل المثال، وليس العكس.
وبالإضافة إلي زيادة البراعة والذكاء في أصابعه، يستطيع أسيمو التواصل باستخدام تعبيرات لغة الإشارة (بالإضافة إلى التواصل اللفظي المتقن مسبقًا).
وقد أصبحت قدماه أكثر قوة وذكاءً أيضًا كما أصبحت تتمتع بحرية أكبر في الحركة، فهو الآن يستطيع ركل الكرة، والقفز على إحدى ساقيه أو الاثنين معًا أو بالتناوب،كما يمكنه تغيير أماكن الهبوط في منتصف الحركة والسير بثبات على الأسطح غير المستوية.
مقطع فيديو لأسيمو في عرض في ديزني لاند:
ولمزيد من مقاطع الفيديو والصور والمعلومات قوموا بزيارة موقع أسيمو الإلكتروني.