هل قمت يومًا بتخيل الحياة من دون عجلات؟ فكر للحظة كم عدد الأشياء التي تصنع باستخدام العجلات؟ وكيف ستكون الحياة قاسية في ظل عدم وجودها؟ فستجد في الكثير من الآلات ذات الأجزاء المتحركة عجلات. ولازال اختراع العجلات غير معروف بالنسبة لنا، فمن قام بابتكارها مبهم. كل ما نعرفه أنها كانت تستخدم قبل 3500 سنة قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين القديمة.
وقد اكتشف علماء الآثار في عام 2002 أقدم عجلة في أهوار ليوبليانا بسلوفينيا في وسط أوروبا، والتي يرجع تاريخها إلى ما يقرب من 5200 سنة مضت. ولقد حُفظت تلك العجلة جيدًا على الرغم من أنها مصنوعة من الخشب، وذلك لأنها ظلت في مستنقع موحَّل قام بحمايتها من الكائنات الحية مثل الحشرات، والفطريات، والبكتريا، والتي كان من الممكن أن تأكلها أو تتسبب في تعفنها.
ففي العصور القديمة، استخدمت العجلات في صناعة العربات وفي صناعة الأواني الفخارية. واليوم نحن تشاهد عجلات فيريس العملاقة والتي تتيح للناس مشاهدة مناظر خلابة في المدن المختلفة؛ مثل "عين لندن" والتي يبلغ ارتفاعها 135 مترًا وتستغرق لفتها الكاملة 30 دقيقة.
وماذا عن عجلات التروس؟ تلك العجلات ذات الأسنان حول حوافها، والتي تمكنها من تحريك العجلة التي تليها دون انزلاق، فلولاها ما كنا لنتمكن من تطوير الساعات الميكانيكية.
والعجلات أساسية في صناعة السيارات، وإلا فكيف كانت ستتحرك؟ فقد كانت السيارات الأولى باهظة للغاية، وكان الأثرياء وحدهم القادرين على اقتنائها لأنها كانت تصنع لهم خصيصًا. واستمر الأمر هكذا إلى أن جاء هنري فورد، والذي قام بتصنيع سيارات في متناول الجميع؛ حيث أسس المصانع وأنشأ خطوط التجميع لإنتاج كميات كبيرة من السيارات المتشابهة سريعًا. وكانت العجلات المستخدمة في تلك السيارات مصنوعة من الخشب ومغطاة بالمطاط، الأمر الذي يعد بمثابة تطور كبير عن العجلات القديمة، والتي كانت تصنع من الخشب فقط. فتخيل أن تسير عربة بمثل هذه العجلات على طريق صخري، فستكون غير مريحة على الإطلاق، على عكس الراحة التي توفرها عجلات السيارات في يومنا هذا.
وللتعرف على مدى تطور العجلات، شاهد هذا الفيديو القصير: