إن خرجت في أي يوم فستلاحظ الناس يحملقون في شاشات الأجهزة المحمولة. إن استرقت النظر لترى ما يفعلونه بالضبط، فغالبًا ما ستجدهم يلعبون أو يتواصلون مع الآخرين عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي. كل هذا جيد؛ حيث تلعب التسلية دورًا في حياتنا اليومية. ولكن، يحاول عديدون صناعة دور تعليمي أكبر للحواسب اللوحية. وقد بدأت مدارس كثيرة في استخدام الحواسب اللوحية داخل الفصول الدراسية.
تشهد مبيعات الحواسب اللوحية طفرة في القطاع التعليمي؛ ذلك لأن المعلمين يعتقدون أن المضي قدمًا يعتمد على استخدام مثل هذه التقنية. فالبعض يرون أنها توفر تجربة تعليمية أكثر خصوصية للطلاب، وأنها أكثر إشراكًا لهم في التعليم داخل المدارس.
يقف سير أنتوني سيلدون، رئيس جامعة ويلينجتون، أحد الأسباب وراء التغيرات التي تحدث في المملكة المتحدة. فقد تزعَّم حركة استحداث الحواسب اللوحية مؤمنًا بأن "الرقمنة تجعل التعليم أكثر خصوصية ووضوحًا وفعالية وتحديًا للناس". وقد تم تفعيل العمل بالحواسب اللوحية ماركة آي باد في حوالي خمسمائة مدرسة في المملكة المتحدة؛ حيث استبدلت بالكتب المدرسية.
بالطبع لا تستطيع جميع الدول توفير الحواسب اللوحية ماركة آي باد لطلاب المدارس؛ لأنها الأغلى في سوق الحواسب اللوحية. ولهذا السبب، جاء حلًّا مبتكرًا من الهند يتمثل في صناعة أرخص حاسب لوحي في العالم. وكان الحاسب اللوحي آكاش حل الهند لتوفير إمكانات التعليم لمحدودي الموارد. والفكرة الأساسية وراء انخفاض سعر هذا الحاسب اللوحي هو السماح لهؤلاء الذين لا يمتلكون حواسب أن يتصلوا بشبكة الإنترنت وينتفعوا ببوابات المعرفة التي ستفتح أمامهم.
وهناك مبادرة أخرى في إندونيسيا؛ حيث تخطط الحكومة لتوزيع الحواسب اللوحية على الطلاب في الأماكن النائية، مما يتيح لهم موارد لم تكن لتتوافر لهم بسهولة حيث يقطنون.
وقد أجرت مؤسسة "حاسب محمول لكل طفل"(OLPC) ، وهي مؤسسة توزع أجهزة حواسب محمولة على الذين يعيشون في المناطق الفقيرة بتجربة واعدة. فقد وزعت حواسب لوحية على أطفال قريتين إثيوبيتين دون إعطائهم أية تعليمات. كان الأطفال قادرين على تشغيل الأجهزة والتطبيقات المحملة عليها، وفي خلال أسابيع أصبح هؤلاء الأطفال الذين لم يتعلموا القراءة قادرين على غناء الأبجدية. وقد أجريت هذه التجربة لمعرفة ما إذا كان الأطفال سيتعلمون القراءة بدون مساعدة مدرس، والنتائج الأولية – وإن لم تكن الأخيرة – تبدو واعدة.
المراجع
qz.com
technologyreview.com
telegraph.co.uk
echinasia.com