لماذا الفضاء أسود؟

شارك

عندما نبحث عن صور للفضاء الخارجي نجده أسود ولا نعرف السبب وراء ذلك. قد تكون إجابة ذلك السؤال صعبة بعض الشيء، ولكن يمكننا تبسيطها.

نتمتع نحن على سطح الأرض بالشمس القريبة من كوكبنا، والتي تمدنا بقدر وافر من الضوء يمكننا من رؤية كلِّ شيء حولنا بألوانه الرائعة. وفي الليل نعهد الظلام؛ لأن ضوء الشمس يضيء النصف الثاني من كوكبنا.

كوكب الأرض محاط بغلاف غازي يُطلق عليه "الغلاف الجوي". إلى جانب طبقات الغازات يحتوي الغلاف الجوي على قطرات من المياه وجسيمات ترابية. عندما يصطدم ضوء الشمس بهذه الجسيمات فإنها تتسبب في انعكاسه وانكساره. وتعمل أشعة الشمس المنعكسة والمنكسرة على إضاءة ما يحيط بها؛ مما يمكننا من رؤية العالم حولنا بألوانه الخلابة.

ولمعرفة ما يحدث في الفضاء الخارجي سنستعين بحزمة أشعة الليزر مثالًا. فلرؤية حزمة أشعة الليزر، لا بد من وجود جسيمات في المسافة بين مصدر الرؤية والهدف. وما نراه فعليًّا هو انعكاس الضوء على هذه الجسيمات، والذي ينتهي به المطاف إلى شبكية العين.

يسافر الضوء في خط مستقيم حتى يصطدم بشيء ما. والفضاء الخارجي يحتوي على بعض الغازات وعلى غبار كوني، ولكنه لا يتمتع بغلاف جوي ليسبب تناثر الضوء، ومن ثَمَّ، فإنه يتشح بالسواد. فبمجرد أن يصطدم الضوء بجسم ما ويرتد منه، فإن الغلاف الجوي هو ما يسمح برؤية الألوان في الطيف المرئي.

على الرغم من وجود كثير من النجوم في الفضاء الخارجي، فإنه لا يزال مظلمًا. ولمعرفة السبب وراء ذلك دعونا نأخذ عربة الإسعاف مثالًا. فنحن نجد صوت بوق عربة الإسعاف أكثر ارتفاعًا كلما كانت أقرب إلينا، وأكثر انخفاضًا كلما بعُدت عنَّا؛ تعرف هذه الظاهرة بتأثير دوبلر. يتمدد الكون بنفس الطريقة بعيدًا عن كوكب الأرض. ومن ثَمَّ، فإن النجوم تبتعد هي الأخرى وتأخذ الأطوال الموجية لأضوائها في الزيادة. وكلما زاد طولها، أصبح ضوؤها أقل وضوحًا لنا، وذلك حتى يختفي عن أنظارنا تمامًا.
 

المراجع
tellmewhyfacts.com
phys.org
starchild.gsfc.nasa.gov
whyzz.com
livescience.com
quora.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية