تخيل أنك جالس في غرفة معيشتك ثم دخلت ذبابة من النافذة. إن كنت في مزاج سيء، فإنك ستنهض وتحاول قتلها، وإن كنت متذمرًا، فإنك ستتنهد قائلاً "ليس مجددًا". ولكن إن كنت في مزاج جيد، فسوف تتركها، وهنا ستكون على وشك الكشف عن حياتك لحفنة من الجواسيس.
وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية الأمريكية (DARPA)
أعلنت وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية الأمريكية (DARPA) أنها قد ضاقت ذرعًا بالطائرات العادية التي تحلق دون طيار. فعلى ما يبدو أن هذه الطائرات المتطورة التي يتم التحكم فيها عن بعد والتي تقوم بالتجسس على أي مكان لم تعد تلبي طموحاتها. ولذك، قامت الوكالة بتمويل بعض الباحثين في بيركلي أملاً في التعرف على كيفية السيطرة على الحشرات الطائرة، وهو ما قاموا بفعله بالضبط. فقد استطاعوا تحويل الحشرات إلى طائرات تحلق دون طيار (حيوانات آلية مهجنة).
التكنولوجيا
في عام 2009، استطاع باحثو بيركلي التحكم في خنفساء طائرة من خلال الجمع بين آليتين. الأولى هي آلية الطيران، والتي تمت من خلال خدعة متقنة للغاية باستخدام أقطاب كهربائية مزروعة في أدمغتها، لإمداد جزء معين من المخ بشحنة كهربائية تدفع الخنفساء للطيران. ولم يكن مطلوب منهم أن يصبح طيران الخنفساء مستقرًّا أو أن يقوموا بتحسينه. ولكن كان عليهم التأكد من أن الخنفساء تبدأ في الطيران عند حصولها على تلك الدفعة، وأن تقوم بذلك بسلاسة.
والآلية الثانية هي التحكم في اتجاهات الطيران يسارًا ويمينًا يدويًّا، وذلك من خلال مجموعة أخرى من الأقطاب الكهربائية المتصلة بعضلات البطن. فلجعل الخنفساء تدور إلى اليسار، يتم تحفيز العضلات اليسرى والعكس لتدور إلى اليمين. وكلا القطبين متصل بمعالجات دقيقة تعمل ببطارية تتلقى الأوامر لاسلكيًّا. ويستخدم الباحثون حاسبًا آليًّا شخصيًّا للتحكم في الخنفساء؛ تمامًا مثلما تعمل ألعاب الفيديو.
وفي عام 2012، تم التوصل لأحدث الاكتشافات في هذا المجال، وذلك حين قام باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا - والممولين من قبل الجيش الأمريكي - بالتحكم في بعوضة. فباستخدام آلية تحكم مباشرة متطورة، قاموا بزرع مسبار داخل الحبل العصبي البطني للحشرة (وهو يشبه الحبل الشوكي لدى البشر) مزودًا ببعض الأقطاب المتصلة بحزم الأعصاب المختلفة، وبذلك أصبح باستطاعتهم التحكم في درجة دوران الفراشة بدقة متناهية.
ما التالي؟
الشيء الوحيد المتبقي - بعيدًا عن تحسين النظام ليعمل لوقت أطول، أو التحكم به بدقة أكبر، أو محاولة تطبيقه على الحشرات المنزلية - هو إرفاق كاميرا بالحشرة الطائرة. وبذلك، يمكن للجيوش التجسس بسهولة شديدة فعليًّا على أي مكان. ويأمل باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذين ابتكروا الفراشة الطائرة تطبيق هذه التقنية لمساعدة المصابين بالسكتة الدماغية العاجزين عن تحريك عضلاتهم. ولنأمل جميعًا أن يكون ذلك هو كل ما يطمحون إلى فعله من أجل البشرية باستخدام هذه التقنية.
المراجع
scienceblogs.com
www.theweek.co.uk
www.dailymail.co.uk