إذا كنت أحد المهووسين بالحاسب الآلي مثلي، فأنت بالتأكيد تعرف ما هو اختبار "بيتا"، وتعرف كم من الممتع أن تصبح جزءًا منه، وكيف يشعرك بأنك الأروع بين هؤلاء المهوسين. واختبار بيتا هو اختبار تقوم به الشركات للمنتج قبل طرحها له بالأسواق؛ وذلك لأنه من الممكن وجود بعض الخلل بالمنتج باستطاعة المستخدم العادي ملاحظته. فتقوم الشركات بإتاحة الفرصة لبعض الأشخاص بتجربة هذه المنتجات الجديدة في مقابل الحصول على تعليقات المستخدمين عليها. إلا أن شركة جوجل قد انتقلت بهذا الاختبار إلى مراحل متقدمة جدًّا؛ حيث ابتكرت مشروعًا ضخمًا يتيح لمدينة بأسرها أن تشارك في اختبارات بيتا.
المشكلة
إن شبكة الانترنت لتقنية رائعة؛ فهي تقدم حلولاً بديلة لكل شيء، بدءًا من إجراء المكالمات الهاتفية ووصولاً لمشاهدة التلفاز، فلقد جعل الإنترنت حياتنا متصلة أكثر من ذي قبل. إلا أنه هناك مشكلة بسيطة تتمثل في عدم إمكانية الاعتماد عليه كليًّا. فكم منا انتظر لمدة طويلة من أجل تحميل مقطع فيديو؟ وكم منا واجهته مشكلة قطع الاتصال أثناء إجراء مكالمات باستخدام شبكة الإنترنت، وكم منا اضطر لإعادة تحميل صفحة الإنترنت مرات ومرات؟ فعلى الرغم من كل الخدمات والتسهيلات التي يقدمها الإنترنت، فإنه لا يستطيع بعد أن يحل محل التكنولوجيات القديمة، فهو ليس كاملاً حتى الآن.
كيف تسير الأمور حاليًّا
في يومنا هذا، يقوم أغلب الناس باستخدام الإنترنت من خلال كابلات الهواتف عن طريق نظام الـ(DSL). وتستطيع هذه الكابلات نقل الأصوات وبيانات الإنترنت في نفس الوقت باستخدام تقنية تقسيم قناة الاتصال إلى حزم تردد مستقلة. ويتم ذلك من خلال إعطاء كل إشارة مدى معين من الترددات في جانب الإرسال، ثم يتم فصلها عن طريق ترشيح كل نطاق من الترددات على حدة في الجانب المتلقي. الأمر أشبه بنقل الماء والزيت في وعاء واحد ثم فصلهما بعد ذلك بسهولة؛ فيرجع ذلك تقنيًّا إلى أنهما لا يمتزجان في الأساس. وتكمن مشكلة استخدام كابلات الهواتف في مجال ترددها المحدود، والذي يعرف بعرض النطاق الترددي. فعند استخدام عرض النطاق الترددي بأكمله، يمكن الحصول على سرعة التحميل القصوى والتي تبلغ 24 ميجا بايت/ثانية.
كيف ستصبح الأمور في المستقبل
يمكن التغلب على مشكلة كابلات الهواتف المحدودة إذا تم نقل بيانات الإنترنت عبر وسط مختلف. الألياف الزجاجية مادة شفافة يمكن ثنيها مثل الكابلات. ومن الممكن أن تنتقل أشعة الضوء من خلال الألياف الزجاجية؛ مما يجعل سرعة نقل البيانات أسرع مائة مرة من خطوط الهواتف. وقد كانت عملية تركيب الألياف الزجاجية وصيانتها مكلفة جدًّا، وكانت الحكومات والشركات الكبرى فقط من يقوم بتطويرها. ولكن بفضل ألياف جوجل لن يظل الأمر حكرًا على الحكومات والشركات الكبرى فحسب، بل سيأتي اليوم الذي يكون بإمكانك أن تحصل على تلك الألياف في منزلك. لقد بدأت جوجل فعليًّا في تجربة هذه الألياف بمدينة كينساس. وسيحصل الأشخاص الذين سجلوا في تلك الخدمة على سرعة 1000 ميجا بايت/ثانية، وأجهزة تلفاز ذات صورة عالية النقاء، بالإضافة إلى سعة تخزينية على الإنترنت. والآن، بدأت تلك الخدمة في الانتشار ببطء في المدن المجاورة مما يتيح الفرصة لمزيد من الناس للمشاركة في اختبار بيتا الخاص بهذه التقنية الواعدة.
المراجع
www.bricklin.com
fiber.google.com