أكثر من مجرد تخزين
هل قمت يومًا باستخدام خدمة التخزين السجابي "دروب بوكس"؟ توفر لك دروب بوكس إمكانية تحميل جميع ملفاتك على الإنترنت وعدم فقدانها أبدًا. فيتم حفظ عدة نسخ من ملفاتك في عدة مراكز للبيانات؛ لضمان عدم فقدانها. تلك الخدمة هي إحدى خدمات تقنية جديدة تعرف باسم "الحوسبة السحابية".
قبل ظهور الحوسبة السحابية، إذا أرادت الشركات تقديم خدمة جديدة، ولتكن موقعًا إلكترونيًّا على سبيل المثال، فستبدأ بإنشاء بما يعرف باسم الخادم أو السيرفر. والسيرفر هو مجموعة من الحواسب مصممة لخدمتك أنت؛ زائر الموقع الإلكتروني. وعلى الشركة صيانة تلك الحواسب والتأكد من عدم توقفها أو سخونتها (الصيانة). كما ينبغي عليها المحافظة على مراكز البيانات لتخزين كل البيانات المطلوبة للموقع الإلكتروني والمخزنة بواسطة زوار المواقع، وعمل نسخ منها للتأكد من عدم فقدانها إذا تعطل أي جزء من مركز البيانات (استنساخ البيانات).
وإن كان عدد المستخدمين في يوم ما أكبر من قدرة السيرفر على التحمل، فسوف تبدأ سرعته في الانخفاض. وإن كان عدد المستخدمين قليلاً دائمًا، فإن السيرفر في هذه الحالة يكون مشروعًا فاشلاً. فاستيعاب الطلب الزائد والمنخفض صعب التحكم به؛ لأن في هذه الحالة عليك تحجيم السيرفر، مما يعني أنك إما أن تتخلى عن بعض المعدات، وإما أن تشتري معدات أكثر أو تقوم بتحديث المعدات كلها (التحجيم). والحوسبة السحابية تأتي بحلول لكل المشكلات السابق ذكرها.
لا تجرب ذلك بالمنزل
مع الحوسبة السحابية، لا تحتاج الشركة للقيام بكل هذه الخطوات. وبدلاً من ذلك تبدأ الخدمة "في السحابة". فتلجأ الشركات إلى أحد مقدمي خدمات الحوسبة السحابية المجانية (مثل محرك تطبيقات جوجل، أو ميكروسوفت أزور، أو خدمات أمازون الشبكية) والتي تقوم بدورها في التعامل مع تلك الخدمات نيابة عن الشركات، وتقوم بالتحجيم، واستنساخ المعلومات، والصيانة. تمتلك هذه الشركات ملايين المعدات تحت تصرفها. فإذا زار الموقع اليوم عدد قليل من الزوار، تقوم الشركة المضيفة للسحابة بحجز عدد قليل من السيرفرات لك. وإذا حدث وزاد عدد الزوار فجأة، يتم حجز سيرفرات أكثر أوتوماتيكيًّا في الحال، بدون أن يشعر المستخدمون الجدد بذلك.
ويب 2.0
الحوسبة السحابية تغير من طبيعة عمل الإنترنت تمامًا. فالتطبيقات الجديدة القوية " ويب 2.0" مثل الفيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، ودروب بوكس، والتي كان وجودها مستحيلاً في السابق، طوع يديك الآن بمعنى الكلمة. فلا تحتاج الشركات الجديدة للقيام بكل الإجراءات المزعجة لتقديم خدمة جديدة، مما سهل ظهور العديد من المواقع الجديدة في كل مكان.
لقد تعدى الإنترنت مرحلة كونه رفاهية، وأصبح يستخدم لحل كثير من المشكلات. ويستخدم بعض الباحثين الآن الحوسبة السحابية لمعالجة عدد كبير من الملاحظات العلمية في وقت قصير عن طريق حجز أكثر من سيرفر في آن واحد في السحابة المجانية. وتوجد خدمة سحابية جديدة؛ أون لايف، تقوم بتوفير الألعاب على شبكة الإنترنت دون الحاجة لتحميلها أو تثبيتها. فتوجد اللعبة على السحابة وتعمل على حاسبك الخاص! إن الحوسبة السحابية تأخذ العالم إلى منحى جديد كليًّا لا يمكن توقعه.
المراجع
www.theatlantic.com