الزراعة التحولية هي نظام زراعي يتم من خلاله زراعة قطعة من الأراضي مؤقتًا ثم يتم تركها والسماح لها بالعودة إلى طبيعتها النباتية، في حين ينتقل المزارع إلى قطعة أرض أخرى. وتنتهي فترة الزراعة عادة عندما تظهر التربة علامات الإجهاد، أو عندما تنتشر الأعشاب في الحقل وهو الأرجح. وغالبًا ما تكون فترة زراعة الحقل أقصر من الفترة التي يسمح فيها للأرض بالتجدد عن طريق إراحتها.
من بين مزارعي التحولية كثيرون يستخدمون ممارسة تعرف بمصطلح "القطع والحرق" بصفتها عنصرًا من دورتهم الزراعية، وينظف آخرون الأرض دون استخدام الحرق، في حين يكون بعض المزارعين رحالة فقط؛ فلا يستخدمون أية مناهج دورية على أية قطعة أرض محددة. وأحيانًا ما لا يكون هناك حاجة إلى القطع على الإطلاق؛ حيث تكون إعادة النمو للعشب فقط، وهو ما يحدث عادة عندما تكون التربة على مشارف الإنهاك وتحتاج إلى الراحة.
هناك عدة فوائد تحث المزارعين على اختيار ممارسة الزراعة التحولية في خطتهم الزراعية؛ حيث يشجع تنظيف الحقول على نمو مجموعة متنوعة من النباتات؛ مما يجذب الطيور والحيوانات؛ كما تستمر الأراضي المتروكة في منح المجتمع حيوانات ونباتات برية أخرى. وفي الزراعة التحولية المحكمة جيدًا يتم إخلاء قطعة صغيرة من الأرض؛ حيث يتم استخدام النباتات لمنح التربة المغذيات.
تبقى التربة خصبة لعدة أعوام مما يسمح بالزراعة. فعندما تنخفض خصوبة الأرض ينتقل المزارعون إلى مناطق جديدة لاحتلال أرض أخرى، في حين تتجدد الأرض المتروكة لتزداد خصوبتها من جديد. أي إنه عندما تصبح الأرض غير صالحة لإنتاج المحاصيل فإنها تترك ليستعيدها الغطاء النباتي الطبيعي، أو أحيانًا يتم تحويلها إلى ممارسة زراعية دورية أخرى طويلة المدى.
لا يعتقد أن تلك الممارسة المحكمة جيدًا تتسبب في ضرر دائم للأرض، فيعتقد أن تقنية "القطع والحرق" ممارسة مستدامة مختلفة عن الزراعة التجارية؛ لأنه عندما يتم حرق الأشجار فإن رمادًا عالي الخصوبة يترسب فيها. هكذا فإنه عندما يأتي وقت حرق حقول أخرى فإن التربة تكون قد استعادت المغذيات، مما يسمح بالنشاط الزراعي من جديد.
مع ذلك، فهناك جدالات حول الزراعة التحولية مدعية أنها تؤدي إلى التصحر في مناطق عديدة؛ كما يقال إنها لا توفر ما يكفي من الغذاء لتلبية طلبات الكتلة السكانية النامية. فممارسات الزراعة التحولية في مناطق عديدة من العالم تأخذ شكلًا مسرفًا وغير علمي من استخدام الأراضي يؤدي إلى خسائر بيئية ملموسة.
فالآثار السلبية للزراعة التحولية الضارة مدمرة وعميقة في تدني البيئة والنظام البيئي الخاص بالمنطقة المعنية. تلك الآثار السلبية يمكن التعرف عليها على شكل التصحر المحلي، وخسارة التربة والمغذيات، وهجوم الأعشاب وغيرها من الأنواع. لذلك فإن التنوع الحيوي الأصلي يكون عرضة للتأثر إلى حدٍّ كبير.
لقد بحث كثير من علماء البيئة وخبراء الزراعة في هذا الموضوع، فانتهى بهم الأمر بالمعارضة الشديدة للزراعة التحولية واتهامها بتدمير الغابات، وبكونها غير اقتصادية، وبأنها مؤدية إلى تدمير المستجمعات المائية، والتآكل، والتصحر، ومخاطر بيئية أخرى.
المراجع
sciencedaily.com
thestudyofearth.blogspot.se