كانت أليس هاملتون خبيرة رائدة في علم السموم؛ حيث درست الأمراض المهنية والآثار الخطيرة للمعادن الصناعية والمركبات الكيميائية في جسم الإنسان. وفي سعيها للكشف عن السموم الصناعية، جالت أليس هاملتون المناطق الخطرة بأماكن العمل، ونزلت داخل المناجم، كما تمكنت بالحيلة من دخول المصانع التي ترددت في السماح لها بالدخول.
ولدت هاملتون في عام 1869 في نيو يورك، ونشأت في فورت واين بإنديانا، الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 1893. حصلت على درجة الدكتوراه في الطب من كلية الطب بجامعة ميشيغان، ثم درست علمي الجراثيم والأمراض في جامعات ميونيخ ولايبزيغ. وعند عودتها إلى الولايات المتحدة، استكملت هاملتون دراساتها العليا في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز. في وقت لاحق، انتقلت إلى شيكاغو؛ حيث أصبحت أستاذًا لعلم الأمراض في كلية الطب للفتيات بجامعة نورث وسترن.
بعد انتقالها إلى شيكاغو بوقت قصير، انشغلت هاملتون بمشكلات العمال، وخاصة الإصابات والأمراض المهنية. فمنذ أن أدت الثورة الصناعية في أواخر القرن التاسع عشر إلى مخاطر جديدة في أماكن العمل، أصبحت دراسة «الطب الصناعي» أي الأمراض التي تسببها بعض الوظائف ذات أهمية بالغة.
في عام 1907، بدأت هاملتون استكشاف الكتابات الموجودة بالخارج، ولاحظت أن الطب الصناعي لم تتم دراسته بشكل وافٍ في أمريكا؛ فقررت أن تغير ذلك، وقامت في عام 1908م بنشر أول مقال لها حول هذا الموضوع. في نفس العام، قام حاكم ولاية إلينوي بتعيين هاملتون في لجنة إلينوي الحديثة المعنية بالأمراض المهنية، وهي أول هيئة تحقيق من نوعها تنشأ في الولايات المتحدة.
وعلى مدى العقد التالي، حققت هاملتون في عديد من القضايا لمجموعة متنوعة من اللجان الصحية التابعة للدولة والحكومة الفيدرالية. فركزت اكتشافاتها على الاضطرابات السامة المهنية، ودراسة الآثار المترتبة لبعض المواد؛ مثل: أصباغ الأنيلين، وأول أكسيد الكربون، والزئبق، ورباعي إيثيل الرصاص، والراديوم، والبنزين، وثنائي كبريتيد الكربون، وغازات سلفيد الهيدروجين. وتُعد أعمالها كمحققة خاصة بمكتب الولايات المتحدة لإحصائيات العمل عن صناعة الرصاص الأبيض وأكسيد الرصاص علامة بارزة في تاريخها.
في عام 1919، عُينت هاملتون أستاذًا مساعدًا في إدارة الطب الصناعي الجديدة بكلية الطب، جامعة هارفارد؛ هذا ما يجعلها أول امرأة تلتحق بالجامعة في أي من المجالات التي تُدرس بها. وقد لاقى تعيينها ترحيبًا من قبل صحيفة نيو يورك تريبيون تحت عنوان «امرأة بهيئة التدريس بجامعة هارفارد – سقوط آخر القلاع»، وكان تعليقها: «بالفعل، أنا أول امرأة مُعينة بجامعة هارفارد، ولكنني لست أول امرأة تستحق ذلك التعيين!» ومع ذلك تعرضت هاملتون للتمييز؛ فتم إقصاؤها من الأنشطة الاجتماعية والاحتفالات.
وكذلك كانت أليس هاملتون المرأة الوحيدة التي تشغل منصب نائبة بلجنة الصحة في عصبة الأمم في الفترة من 1924م إلى 1930م. وقد نشرت أول كتاب أمريكي عن النظافة الصناعية في الولايات المتحدة في عام 1925م، ثم تلاه كتاب «علم السموم الصناعية» في عام 1934م. بعد تقاعدها من جامعة هارفارد في عام 1935م، عملت هاملتون مستشارًا طبيًّا لمعايير وحدة العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، وحافظت على صلتها بجامعة هارفارد؛ حيث عملت أستاذًا فخريًّا بالجامعة. في عام 1943م، نُشرت السيرة الذاتية لأليس هاملتون بعنوان «استكشاف المهن الخطرة».
المراجع
www.acs.org
www.nlm.nih.gov
www.britannica.com
www.cdc.gov
www.cwhf.org