كلما زادت الحاجة إلى المزيد من الاستدامة في أسلوب حياتنا، زادت الابتكارات التي تلبي تلك الاحتياجات. ومن بين أكثر التطورات اللافتة للنظر في العلوم الصديقة للبيئة استخدام الطحالب بوصفها مصدرًا للطاقة بطريقة مبتكرة جدًّا.
يعمل العلماء والمهندسون المعماريون على إنشاء مبانٍ مستدامة بإمكانها أن تولد الطاقة الخاصة بها، وهناك بعض النماذج الحقيقية قيد التطوير في ألمانيا. وفي المعرض الدولي للبناء في هامبورج، يقوم المطورون بتحويل أفكارهم من مجرد تصاميم ومخططات تمهيدية على الورق إلى واقع فعلي.
فهم يقومون ببناء أول مبنى سكني ذي نوافذ تحتوي على طحالب، مما يضفي اللون الأخضر على الجزء الخارجي للمبنى. وهذا الجزء الخارجي له عدة وظائف؛ فهو يقوم بتوليد الطاقة التي يتم تسخيرها داخل المبنى واستخدامها كبديل للوقود غير المستدام، كما يقوم بعمل ظل؛ للحفاظ على برودة المبنى من الداخل.
إن المبنى مزود بجزء خارجي به طحالب دقيقة تنمو في داخله، ويُسمح لهذه النباتات الصغيرة بالتكاثر، ويتم تزويدها بمواد غذائية سائلة بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون. ومن خلال تعرضها إلى أشعة الشمس، تنمو هذه الطحالب، مما يقوم بتوفير الطاقة اللازمة للمبنى.
وعلى الموقع الإلكتروني الخاص بالمعرض الدولي للبناء، يقدم الملف الخاص بالمبنى BIQ الخطوط العريضة لهذا المفهوم:
"تزدهر الطحالب وتتكاثر في دورة منتظمة حتى يأتي الوقت المناسب لحصادها. ثم يتم فصلها عن بقية الطحالب ويتم تحويلها إلى عجينة سميكة، ومن ثمَّ يتم نقلها إلى الغرفة التقنية بالمبنى. يتم تخمير تلك النباتات الصغيرة في محطة توليد غاز حيوي خارجية؛ بحيث يمكن استخدامها مرة أخرى لتوليد الغاز الحيوي. تعتبر الطحالب مناسبة لهذا الأمر بشكل خاص؛ لأنها تنتج ما يصل إلى خمسة أضعاف كمية الكتلة الحيوية في الهكتار الواحد التي تنتجها النباتات الأرضية، كما أنها تحتوي على العديد من الزيوت التي يمكن استخدامها للحصول على الطاقة.
إن مبنى الـBIQ يتمتع بمفهوم الطاقة الكلي، فهو يسحب كل الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء والحرارة من الموارد المتجددة، فلا يتم مس الوقود الأحفوري. يمكن لهذا المبنى أن يقوم بتوليد الطاقة باستخدام الكتلة الحيوية للطحالب التي تم حصادها من واجهة المبنى نفسه. وعلاوة على ذلك، تقوم الواجهة بجمع الطاقة عن طريق امتصاص الضوء الذي لم يتم استخدامه من قبل الطحالب وتوليد الحرارة، مثلما يحدث في وحدة الطاقة الشمسية؛ والتي يتم استخدامها مباشرة بعد ذلك للتدفئة ولتسخين المياه، أو يمكن تخزينها في الأرض باستخدام بئر لمحولات الحرارة، وهي ثقوب على عمق 80 مترًا وممتلئة بالمحلول الملحي. لذا فإن هذا المفهوم للطاقة المستدامة قادر على خلق دورة من الطاقة الشمسية الحرارية، والطاقة الحرارية الأرضية، وغلاية تكثيف، وحرارة محلية، بالإضافة إلى الحصول على الكتلة الحيوية باستخدام واجهة المبنى التي تعمل كمحطة توليد حيوية."