يتناول الناس حول العالم السكريات بكميات أكبر بكثير من ذي قبل، ويرجع ذلك إلى إضافة مزيد من السكر في المنتجات المختلفة خلال عملية صناعة الأغذية بشكل متزايد على مر السنين. فعلى سبيل المثال: تحتوي ملعقة صغيرة من الكاتشب على نحو ملعقة صغيرة من السكر، وتحتوي علبة المياه الغازية على نحو عشر ملاعق صغيرة من السكر. فحتى وإن كان نظامك الغذائي صحيًّا وبه قليل من الحلويات، فأنت تتناول كميات كبيرة من السكر مقارنةً بالماضي، ومن ثمَّ أصبحت تفضل الأطعمة والمشروبات ذات المذاق السكري.
لتعرف مزيدًا عن زيادة استهلاك السكر في العقود الأخيرة، شاهد الفيديو التالي:
في عام 2015، أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) دليلاً ينصح الكبار والأطفال بتقليل استهلاكهم اليومي من السكريات إلى أقل من 10٪ مما يتناولونه من طاقة. فمن أجل الحفاظ على الصحة، يجب ألا يتناول الشخص أكثر من عشر ملاعق صغيرة من السكر يوميًّا، وهذا المعيار لا يشمل السكريات الموجودة في الفواكه والخضراوات الطازجة، أو السكر الموجود في اللبن الطبيعي؛ وذلك لعدم وجود دليل على أنها تحدث أضرارًا.
ووفقًا لأحدث الدراسات، فقد أوضح الباحثون أن تناول السكريات بإفراط لا يؤدي إلى زيادة الوزن فحسب، بل يدمر الكبد، ويعبث بعملية التمثيل الغذائي، ويضعف وظائف الدماغ، ويؤدي إلى أمراض قلبية خطيرة والإصابة بمرض السكري، بل أحيانًا يؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يضر السكر بطاقة الجسم، والجهاز المناعي، والهرمونات، والنهايات العصبية؛ كما يمكن فقدان المغذيات الأساسية مثل المغنسيوم والكلسيوم جراء التناول المفرط للسكر المكرر.
لتعرف مزيدًا عن تأثير السكر في المخ، شاهد هذا الفيديو:
على الرغم من حب كثير من الناس للحلويات، وتفضيلهم المرجح لكعك الشكولاتة عن الفواكه للتحلية، فهذا لا يعني كونهم مدمنين للسكر. إلا أن هناك نسبة بسيطة من الناس من الممكن أن يدمنوا السكر؛ فيشعروا بالرغبة الملحة في تناوله، ويفقدوا السيطرة، ويتناولوا السكريات أكثر من الطبيعي. وعندما قام الباحثون بفحص مخاخ الأشخاص أثناء تناول الحلويات، رأوا ما يرونه في مخ الشخص المدمن للمخدرات. فعند تذوق السكر، تنشط نفس الأجزاء في المخ التي تنشط عند احتساء الكحول. ويحدث هذا عندما ينشط الدوبامين، وهو الهرمون المسئول عن السعادة؛ فيعزز من الرغبة في تناول مزيد.
لمعرفة مزيد عن كيمياء الإدمان، شاهد هذا الفيديو:
في دراسة جديدة، أظهر الأطفال الذين يستغنون عن السكريات لمدة تسعة أيام تحسنًا ملحوظًا في مستويات الكوليسترول وسكر الدم. فإذا كنت تظن أنك تواجه مشكلة في الإفراط في تناول السكر، فعليك البدء بتقليل استهلاكك اليومي منه في مشروباتك، والاستبدال بوجبتك الغنية بالسكريات أخرى صحية أكثر، وتناول كثير من الخضراوات والفاكهة، ولا تضع السكريات في متناول يديك حتى لا تغريك لتناولها، ودائمًا ذكِّر نفسك بصعوبة التغلب على إدمان السكريات، وكيف أصبحت صحتك أفضل بعد التغلب عليه.
المراجع
www.who.int
www.time.com
www.eatthis.com
www.webmd.com
www.livescience.com
www.sciencedirect.com