تُعد العالمة الإماراتية الدكتورة مريم مطر من أهم العاملين بالخدمة العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. فبعد أن شغلت عديدًا من المناصب في مجال الصحة العامة، أطلقت مريم مطر سلسلة من مبادرات التوعية، منها مبادرة «الإمارات خالية من مرض الثلاسيميا(1) بحلول عام 2012»؛ كما أنشأت الجمعية الإماراتية لمرضى متلازمة داون في عام 2005، بالإضافة إلى الجمعية الإماراتية للأمراض الجينية في عام 2006، التي استطاعت من خلالها نشر التوعية بمخاطر الأمراض الجينية، وخاصة مرض الثلاسيميا، وهو اضطراب جيني شائع في دولة الإمارات.
لمعرفة مزيد عن دور الدكتورة مريم وإسهاماتها في الأمراض الجينية، علينا أن نتعرف أولاً على الفرق بين الأمراض الجينية والأمراض الوراثية؛ حيث إن سبب حدوث جميع الأمراض هو خلل في الجينات. وحتى يتم تحديد ما إذا كان المرض جينيًّا أم وراثيًّا، يتم فحص والدي الطفل المريض؛ فإذا كان أحدهما يحمل جينات غير طبيعية، يُعد هذا المرض مرضًا وراثيًّا؛ وأما إذا كان كلٌّ منهما سليمًا، فيُعد هذا الطفل الجيل الأول الذي يحمل هذا الاضطراب.
تحت قيادة الدكتورة مريم مطر، قامت الجمعية الإماراتية للأمراض الجينية بإنشاء قاعدة بيانات لأكثر من 11.000 مواطن إماراتي للكشف المبكر عن أمراض الدم الجينية، وهي الأمراض الأكثر انتشارًا في دولة الإمارات. وقد تمكنت هذه الجمعية أيضًا من تصنيع أدوية طبية للوقاية من نقص حمض الفوليك في الجسم، بالإضافة إلى إنشاء عيادة لعلاج المرضى بالمجان.
وتُعد الدكتورة مريم مطر أول امرأة إماراتية تشغل منصب وكيل وزارة الصحة في عام 2006، وفي عام 2014، تم اختيارها من ضمن أكثر عشرين امرأة تأثيرًا في العلوم في العالم العربي الإسلامي. وتعمل حاليًّا على الحصول على درجة الدكتوراه من جامعة ياماجوتشي في اليابان من خلال بحثها عن الأمراض الجينية الأكثر انتشارًا في الإمارات؛ حيث تأمل في جمع مزيد من البيانات والإحصاءات عن انتشار الأمراض الجينية في جميع أنحاء دولة الإمارات.
عند سؤالها عن شجاعتها كسيدة في متابعة أحلامها، قالت الدكتورة مريم: إنه من المهم أن تمتلك الفتاة المبادرة لتثبت للعالم أن مواجهة المجتمع أمر سهل؛ حيث يمكنها أن تصبح مديرة، أو عالمة، أو أي شيء تريده إذا عملت جاهدة لتستحقه. فالفتاة هي التي تقرر ماذا ستصبح وما الذي سوف تقدمه للمجتمع. والمرأة الإماراتية ليست أذكى من غيرها من النساء، ولكنها أكثر حظًّا من غيرها لوجود من يؤمن بدورها في خدمة المجتمع، وذلك من خلال منحها كلَّ الفرص للتقدم إذا كانت تستحق ذلك.
(1) مرض الثلاسيميا هو اضطراب الجينات في الدم؛ حيث يقوم الجسم بتغيير شكل الهيموجلوبين إلى شكل غير طبيعي.
المراجع
www.starsofscience.com
www.dubaicares.ae
www.thumbay.com