من الجلي أن للبلاستيك كثيرًا من المنافع المجتمعية، كما يتيح الفرصة لكثير من التطورات التكنولوجية والطبية. إلا أنه من المستحيل التخلص من المواد البلاستيكية بعد تصنيعها! وطرق التخلص من المواد البلاستيكية متعددة؛ غير أنها تتسبب في تراكم النفايات في مكبات النفايات والموائل الطبيعية، إلى جانب مشاكل ملموسة في الحياة البرية جراء تناول الكائنات للمواد البلاستيكية أو لمجرد التعثر بها، بالإضافة إلى تسرب المواد الكيميائية من المنتجات البلاستيكية، وانتقال هذه المواد إلى الحياة البرية والبشر.
وفقًا للباحثين، يتم سنويًّا التخلص من نحو ثمانية ملايين طن من البلاستيك عن طريق إلقائها في المحيطات، وهذا خطر بيئي كبير يحاول كثيرون معالجته؛ فالبلاستيك الموجود في القمامة قد لا يتحلل لمدة 5.000 عام. وتتحول الفثالات إلى مواد بلاستيكية. والفثالات مركبات تساعد المنتجات على الانحناء، لكنها تؤثر بشكل كبير في قدرة الإنسان الإنجابية إلى جانب التأثير في صحة الإنسان بشكل عام. ولأن البلاستيك يتحلل ببطء شديد، فهذه الفثالات تتسرب إلى البيئة المحيطة.
في عام 2011، اشتركت الطالبتان ميراندا وانج وجيني ياو من فانكوفر بكندا في رحلة ميدانية لمحطة معالجة قمامة. فصدمت الطالبتان بكم البلاستيك الموجود بالقمامة؛ الأمر الذي حفزهن للبحث عن حل لمشكلة التلوث الناتج عن البلاستيك. فمن الصعب استخراج المواد البلاستيكية من القمامة من أجل إعادة تدويرها؛ لأن جميع أنواعه لها نفس الكثافة تقريبًا؛ ففكرت وانج وياو: «إذا كنا نقوم بإنتاج البلاستيك صناعيًّا، فالحل في تحليله كيميائيًّا».
وتوصلتا وانج وياو إلى أنه إذا كانت هناك مناطق ملوثة على ضفاف النهر المحلي، فربما ظهرت بكتيريا لتحليلها. فقامتا بجمع عينات من ثلاثة مواقع، ونثرن الفثالات في المناطق المحيطة كمصدر وحيد للغذاء. أخيرًا، من بين آلاف الأنواع من البكتيريا، اكتشفتا نوعًا من شأنه تحليل الفثالات؛ كما ظهرت عديد من الفصائل المحلية التي تتغذى على الفثالات. وقامتا بعمل تسلسل للحمض النووي للبكتيريا ووجدتا عديدًا من الأنواع غير المتعلقة بتحليل الفثالات؛ وهذا اكتشاف كبير.
المثير للاهتمام حسب قول وانج: «لقد وجدنا أن معظم المحللات عالية الكفاءة مصدرها مكبات النفايات المحلية». فالطبيعة أوجدت حلولًا للتعامل مع المشكلة، وهي حلول يمكننا الاستفادة منها يومًا ما. فأضافت ياو: «لسنا أول من حاول تحليل الفثالات، ولكننا أول من بحث في النهر المحلي لنصل إلى حل لمشكلة محلية».
الجدير بالذكر أن الطالبتين قد حصلتا على المركز الأول في المسابقة العلمية المحلية «مسابقة سانوفي بيوجينيوس كندا لعام 2012» التي أقيمت في كولومبيا البريطانية، كما حصلتا على جائزة خاصة عن مشروعهما لاحتمالية تحقيق ربح تجاري كبير منه في نهائيات المسابقة.
خلال رحلتهما، اكتشفت كلٌّ من وانج وياو شغفهما بالعلوم؛ فتأملان التوصل قريبًا إلى نموذج من الكائنات قادر على تحليل مجموعة كبيرة من الملوثات المختلفة وليس الفثالات فقط.
المراجع
ted.com
biogenius.ca
sierraclub.org
rstb.royalsocietypublishing.org