نسمع يوميًّا عن طفرات تقنية جديدة أو ابتكارات مثيرة لأحدهم؛ فنحن نعيش حقًّا في عصر بلغت فيه إتاحة المعرفة لمن يبحث عنها ذروتها. ونتيجة لذلك، يستطيع كلُّ من لديه فكرة اختراع الاستعانة بالموارد العديدة المتاحة له؛ فلم يعد من الضروري التدريب لسنوات من أجل بدء المشروع الذي تحلم به. فما دمت تفكر وتتمتع بالعزيمة المطلوبة يصبح كلُّ شيء ممكنًا، وهذا هو ما أثبتته إيشا كير بالضبط.
كان لهذه الشابة البالغة من العمر 18 عامًا تأثير عظيم في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة 2013. وقد اجتذب المعرض نحو 1.600 طالب أملوا جميعًا في أن تفوز مشروعاتهم بإحدى الجوائز. ومن بينهم جميعًا فازت إيشا كير بجائزة قدرها 50.000 دولار أمريكي، قالت أنها ستستخدمها لتمويل تعليمها الجامعي ومشروعاتها العلمية.
طورت إيشا مكثفًا فائقًا لتخزين الطاقة. وتختلف المكثفات الفائقة عن البطاريات التقليدية في أنها تستطيع تخزين كم أكبر من الطاقة، ويكون لها دوائر شحن وتفريغ شحن أكبر. وكان الإنجاز الذي حققته إيشا يتعلق بحجم اختراعها؛ فعادة ما كانت المكثفات الفائقة أكبر حجمًا من البطاريات التقليدية. ولكنها تمكنت من استخدام تقنية النانو لتطوير مكثف فائق صغير الحجم، ولكن بوسعه تخزين كم كبير من الطاقة، وذلك من خلال تكبير سطحه.
الجهاز مصنع باستخدام ألياف الكربون مع أكسيدات معدنية مختلفة؛ التيتانيوم والبولي آنلين، ويقوم بعشرة آلاف دورة شحن/ تفريغ شحن، في حين تقوم البطاريات التقليدية بألف دورة فحسب. وقالت إيشا في المعرض إن «الجزء الأفضل أثناء عملي على المشروع كان رؤيته في التطبيق العملي. فبعدما شحنت مكثفي الفائق لعشرين ثانية، استطعت إضاءة مصباح LED، وهذا إنجاز رائع». هدف إيشا هو ابتكار مكثف فائق يستطيع شحن هاتف محمول في أقل من دقيقة. ولم يزل يلزم اختراعها تحسينات، إلا أن الفرضيات المترتبة عليه اجتذبت انتباه عمالقة التكنولوجيا مثل شركة جوجل.
تدرس إيشا حاليًّا في جامعة هارفارد؛ حيث تلبي اهتمامها بالأبحاث المتعلقة بالطاقة، وقد كان شغفها لكيمياء النانو هو ما دفعها لإنجاز مشروعها الناجح. ولا يسع المرء إلا أن يصبر حتى توطد معارفها في الجامعة وتحسن اختراعها وتطرحه في الأسواق؛ فبالتأكيد أنه سيغير من مستقبل الأجهزة المحمولة وغيرها كثير.
المراجع
dnaindia.com
linkedin.com
mashable.com
businessinsider.com