إن كنت من قارئي مجلتنا العلمية «كوكب العلم» الأوفياء، وتحديدًا عدد خريف 2016*، فقد تظن أننا قد ذكرنا جميع رواد الحمض النووي، ولكن مفاجآت جنود العلم المجهولين لا تنتهي. ففي خمسينيات القرن العشرين، أحدث جايمس واطسون وفرانسيس كريك ثورة في علم الأحياء عندما اكتشفا البنية الحلزونية الثنائية للحمض النووي، وكانا قد اعتمدا في اكتشافهما ذلك على الدراسات التجريبية التي أجراها موريس ويكينز وروزاليند فرانكلين. ولكن، لماذا شرع كلُّ هؤلاء في ذلك العمل من البداية؟ ومن الذي اكتشف أن الجينات مصنوعة من الحمض النووي من الأصل؟
في أربعينيات القرن العشرين، تمكن الدكتور أوزوالد آڤـري وفريقه البحثي بمعهد روكفيلير من تحديد الطبيعة الكيميائية للحمض النووي. وكان الحمض النووي في ذلك الوقت لا يزال مادة غامضة اكتشفها آڤـري في بكتيريا الالتهاب الرئوي، التي كان يدرسها طوال ثلاثين سنة. وبعض أشكال هذه البكتيريا قد أصبح معديًا، وكان ذلك التحول دائمًا؛ فكان يورث من جيل من البكتيريا إلى آخر. لهذا السبب، رجح آڤـري أن السبب فيروس أو جين ما، وعكف على معرفة تكوينه. بحلول عام 1943، حدد أنها مادة خيطية بيضاء منتشرة بكثرة داخل خلايا الحمض النووي الديوكسي، الذي عرف بعد ذلك بالحمض النووي (DNA).
ولد آڤـري في 21 أكتوبر 1877 بكندا، ودرس في جامعة كولجيت؛ حيث حصل على درجة في الطب في عام 1904 من كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا في نيو يورك. وقد حول انتباهه إلى البحث في مجال البكتيريولوجي في معهد هوجلاند في بروكلين، مستكملًا أبحاثه مع فريقه في معهد مستشفى روكفيلير في نيو يورك.
ولم يمهد عمل آڤـري الطريق لكريك، وواطسون، وويكنز للحصول على جائزة نوبل في الطب في 1953 فحسب، بل ولجوشوا ليدربرغ* أيضًا الذي نالها في 1958 لعمله في مجال الجينات البكتيرية. إلا أن آڤـري نفسه لم يحصل على جائزة نوبل، ولم يقتبسه أي من هؤلاء في أعماله؛ فظل في الظلام حتى وفاته في عام 1955. ولكن، قامت الجمعية الملكية بتكريمه في عام 1945 تقديرًا لعمله في مجال الأحياء الدقيقة، ولاكتشافه المهم في علم الجينات.
لمعرفة مزيد من المعلومات عن حياة عالمنا المنسي وإسهاماته العلمية، شاهد الفيلم التالي.
* طالع مقال «تأثير ماتيلدا»، مجلة كوكب العلم، عدد خريف 2016.
المراجع
theguardian.com
britannica.com