أثار كوكب المريخ اهتمام عديد من البشر مؤخرًا، وخاصة بعد الكشف عن عديد من المعلومات المثيرة التي أتت كثمار للجهد العلمي المبذول لدراسة ذلك الكوكب الأحمر البارد والمهجور. بل تخطى هذا الاهتمام عالم العلم ليمتد إلى عالم الترفيه؛ حيث حقق فيلم «المريخي» نجاحًا باهرًا، حينما بهر مشاهديه بصور تخيلية عن العيش على سطح المريخ.
والفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم نُشرت عام 2011 للمؤلف آندي وير، وتدور أحداثه حول عالم النباتات مارك واتني الذي أصبح رائدًا للفضاء؛ حيث تركه زملاؤه وحيدًا على المريخ حينما ظنوا خطأً أنه قد مات، وتتوالى أحداث الفيلم، حتى أدركوا أنه لا يزال على قيد الحياة. لتعرف كيف حدث هذا الأمر فلا بد أن تشاهد الفيلم بنفسك، أو يمكنك أن تلقي نظرة خاطفة على إعلان الفيلم:
إذًا، ماذا ستفعل لو تُركت وحيدًا على كوكب المريخ؟ لو حدث ذلك اليوم، فللأسف لن يصمد جسمك كثيرًا بسبب طبيعة المناخ هناك. يمكنك مشاهدة هذا الفيديو للتعرف على هذا الأمر بالتفصيل:
وأما أحداث هذا الفيلم فتدور في المستقبل البعيد؛ حيث تمكن مارك من استغلال ما تبقى معه من أدوات وموارد لزراعة طعامه؛ مما ساعده على البقاء حيًّا في أحد أصعب الأجواء التي عرفتها البشرية.
ومع ذلك، فالفيلم يحتوي على بعض المغالطات؛ أولها هبوب عاصفة ترابية على المريخ، وهو أمر يستحيل حدوثه هناك، بسبب الغلاف الجوي الرقيق للكوكب. كذلك لم يتناول الفيلم موضوع الإشعاع بشكل صحيح؛ فإن تجول أي شخص على سطح المريخ يُعرضه لإشعاع ضار جدًّا، بسبب خلو الغلاف الجوي من المجال المغناطيسي المسئول عن حماية الكوكب من مخاطر التعرض المباشر للانفجارات الشمسية.
إذًا، ما مدى واقعية هذه الفكرة في حد ذاتها؟ وهل سيستطيع البشر الوصول للمريخ يومًا ما؟ كلُّ ما نعرفه في الوقت الحالي هو قيام وكالة ناسا الفضائية بوضع استراتيجية موسعة لنقل البشر إلى المريخ؛ ولكن ينقصها التمويل المالي وخطة مفصلة لكيفية تحقيقها. فيعكف العلماء بالمحطة الفضائية الدولية حاليًّا على دراسة طرق لصنع مركبات فضائية قادرة على تحمل هذه الرحلة، ولكن لا يزال أمامهم عديد من العقبات والتحديات.
ويُعد التحدي الأكبر هو تفادي تأثير الإشعاعات في المركبات الفضائية، وجعلها مركبات صالحة للسكن. ومن بين المشكلات التي يجب دراستها أيضًا تلك المتعلقة بالصحة نتيجة وجودهم في بيئة منعدمة الجاذبية لعدة أشهر - إن لم تكن سنوات - بالإضافة إلى التأكد من الحفاظ على قدرة رواد الفضاء على الحركة. إذًا، قبل تنفيذ أي خطط وأفكار لإرسال بعثات حقيقية يقوم بها البشر، لا بد من القيام بمزيد من الأبحاث الطبية.
لذلك يقترح بعض العلماء وضع رواد الفضاء في نوم عميق أثناء الرحلة أو جزء كبير منها؛ لتوفير طاقتهم التي سيتم استهلاكها فيما بعد. ولمزيد من المعلومات عن هذه الفكرة، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي:
إذا كنت مهتمًّا بالتعرف على إمكانية إرسال البشر في مهمات إلى كوكب المريخ، فيمكنك مشاهدة الفيديوهات التالية:
المراجع
www.scientificamerican.com
www.nasa.gov
bgr.com