كانت الحرب العالمية الثانية حربًا دامية استمرت لستة أعوام. وقد بدأت هذه الحرب رسميًّا في الأول من سبتمبر 1939، عندما غزت ألمانيا بولندا، وانتهت وقتما استسلم الألمان واليابانيون إلى دول الحلفاء في 1945.
تتفاوت تقديرات أعداد الأرواح التي أُزهقت خلال هذه الحرب، غير أن كثيرين ذكروا أن إجمالي القتلى وصل إلى حوالي 62 مليون شخص؛ أي ما يعادل 2.5% من تعداد سكان الأرض حينها. كانت الحرب العالمية الثانية الصراع الأكثر تدميرًا في العالم. فقد تكلفت أموالاً طائلة، ودمرت العديد من الممتلكات، وقتلت الملايين، وأحدثت تغيرات جذرية لم تحدثها غيرها من الحروب. كما أكدت الإحصائيات أن حوالي مليون ونصف طفل قُتِلوا خلال هذه الحرب.
وعندما تحررت معسكرات الاعتقال في شتى مناحي أوروبا، صُدِم العالم لما رآه من مروعات داخلها. فقد لقي حوالي اثني عشر مليون شخص حتفه داخلها، وذلك العدد لا يشمل هؤلاء الذين قتلوا إثر إجراء التجارب الطبية عليهم. كما وثِّق أن الأطباء النازيين كانوا يجرون تجارب مجنونة مروعة على سجناء الحرب.
وضمت الحرب العالمية الثانية في طياتها أحد أكثر الأحداث ألمًا في تاريخ البشرية؛ ألا وهو ضرب مدينتي هوريشيما وناجازاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية. فقد أُسقطت القنبلة الذرية الأولى على مدينة هوريشيما في 6 أغسطس 1945، وتبعتها الثانية على مدينة ناجازاكي في 9 أغسطس. وخلال الشهرين إلى الأربعة أشهر الأولى التالية للقذف، قتلت تأثيراته الحادة حوالي 90.000 إلى 166.000 شخص في هوريشيما، وحوالي 60.000 إلى 80.000 شخص في ناجازاكي؛ هذا وقد قتلت نصف هذه الأعداد تقريبًا في اليوم الأول في كلٍّ من المدينتين. وخلال الأشهر التالية، قتل عدد كبير من جراء تأثير الحروق، والأمراض الناجمة عن الإشعاع، وغيرها من الإصابات. وكانت أغلب الوفيات من المدنيين.
ولعل الأثر الأهم لهذه الحرب هو هدم النظام القديم في العالم، وذلك الأثر كان قد بدأ مع الحرب العالمية الأولى. فكان العالم قديمًا يضم نقاط قوى متعددة: فرنسا، وألمانيا، واليابان، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها. وكان لكلٍّ من تلك النقاط مصالحها الخاصة، وكانت كلاها تعمل على حدة؛ أي كانت جميعها قوى استعمارية بدرجات مختلفة. وكان مركز التأثير السياسي العالمي في أوروبا يختلف من مكان لآخر من وقت لآخر؛ برلين، ولندن، وروما، وباريس. ولكن، بنهاية الحرب العالمية الثانية، انتهى كلُّ ذلك، ولم تحظَ أية دولة أوروبية مرة أخرى بالقوة والمكانة اللتين تمتعت بهما قبل الحرب.
المصادر