اكتشف علماء الفلك بنية في غاية الضخامة، وزعموا أنها أكبر جسم في الكون بأكمله.
إذا كنت تعتقد أن الشمس كبيرة، فأعد النظر. فلهذا الجسم كتلة أكبر من الشمس بحوالي ملياري مرة. في الواقع، إن كنت بطلاً خارقًا يسافر بسرعة الضوء، فإنك ستستغرق 4 مليارات عام لعبوره. ومن المعروف أن الضوء يسافر بسرعة 671 مليون ميل في الساعة، أو حوالي 6 تريليونات ميل في السنة.
إذا كان ما زال من الصعب عليك أن تتخيل حجم هذا الهيكل، فلست الوحيد. يعتقد العلماء أن هذا الهيكل أكبر من أن يتم تخيله، فذلك الجسم "يتعارض مع فهمنا الحالي لحجم الكون"، هكذا يقول الدكتور روجر كلوز؛ من مؤسسة جيريمي هوركس بجامعة وسط لانشير، وهو من كان يقود الفريق الذي قام بهذا الاكتشاف.
البنية عبارة عن مجموعة من النجوم الزائفة مكونة من حوالي ثلاثة وسبعين نجمًا؛ مجموعة من الثقوب السوداء العملاقة التي تكوِّن هيكلاً عملاقًا.
"كان فريقنا يبحث في حالات مشابهة مما أعطى هذا التحدي أهمية أكبر، وسنستمر في دراسة هذه الظاهرة المذهلة"، هكذا أعلن الدكتور كلوز.
وقد قلب الهيكل العملاق موازين نظرية المبدأ الكوني، وهي فكرة أن الكون يظل كما هو بغض النظر عن الاتجاه الذي تنظر إليه منه.
وتعتمد النظريات الحديثة لعلم الكونيات على نظرية هذا المبدأ الكوني، وهو مبدأ سائد منذ عصر أينشتاين، وعلى نظرية الانفجار العظيم. ولكن، يتم الآن التشكيك فيهما بعد ظهور تلك الألغاز الكونية.
والنجوم الزائفة هي أنوية المجرات التي كانت توجد في الكون منذ أيامه الأولى، والتي اختبرت فترات من السطوع الشديد جعلتها مرئية حينها من مسافات بعيدة. هذه الفترات "وجيزة" في مجال الفيزياء الفلكية، ولكنها دامت من 10 ملايين إلى 100 مليون عام.
منذ عام 1982، كان من المعروف أن النجوم الزائفة تميل إلى التجمع في كتل أو "هياكل" كبيرة جدًّا مشكِّلة مجموعات كبيرة.
وللوقوف على الحجم الهائل لهذا الهيكل الجديد، ينبغي عليك أن تعرف أن مجرتنا، درب التبانة، يفصل بينها وبين أقرب جاراتها، مجرة أندروميدا، حوالي مليونين ونصف سنة ضوئية.
ويمكن أن تكون مجموعات المجرات على بعد 6-10 ملايين سنة ضوئية، أما النجوم الزائفة فيمكن أن تكون على بعد 650 مليون سنة ضوئية أو أكثر.
واستنادًا إلى المبدأ الكوني والنظرية الكونية الحديثة، تشير الحسابات إلى أن الفيزياء الفلكية لن تستطيع العثور على هيكل أكبر من 1.2 مليار سنة ضوئية.
على الرغم من ذلك، فالنجوم الزائفة الجديدة التي اكتشفها كلوز تبلغ أبعادها 1.6 مليار سنة ضوئية. أيضًا، ولأنها ممدودة، فأطول بعد لها هو 4 مليارات سنة ضوئية، فهي أكبر بحوالي 1.650 مرة من المسافة بين درب التبانة وأندروميدا.
المراجع
www.dailymail.co.uk
www.dailygalaxy.com