تعرف الصدوع في علم الجولوجيا بأنها شقوق في القشرة الأرضية؛ ولكن ليست كلُّ الشقوق صدوعًا. يتكون سطح الأرض من صفائح تكتونية متقاربة جدًّا وتتحرك ببطء شديد؛ فعندما تتصادم تحدث الزلازل والبراكين. وتنشأ الصدوع بين حدود الصفائح التكتونية؛ فيُعد الشق صدعًا عندما يتحرك أحد جانبيه على الأقل.
وهناك ثلاثة أسباب لحدوث الصدوع؛ هي: الإجهاد الشدي، والإجهاد الضاغط، والإجهاد القصي. أما الإجهاد الشدي فيحدث عندما تُجذب الصخور بعيدًا بعضها عن بعض؛ وأما الإجهاد الضاغط فيحدث عندما تُدفع بعض الصخور تجاه بعضها الآخر؛ وأما الإجهاد القصي فيحدث عندما تنزلق الصخور في اتجاهات معاكسة، فلا تصطدم الصخور المنزلقة بعضها ببعض.
تعتمد أنواع الصدوع على نوع الحركة التي نشأت عنها. فتحدث الصدوع التقليدية حين تُجذب بعض الصخور بعيدًا عن بعضها الآخر فتنشأ مسافة بين جانبي الصدع ويتحرك أحدهما إلى أسفل. في حين تحدث الصدوع المنعكسة عندما تُدفع الصخور بعضها تجاه بعضها فيتحرك أحد الجانبين فوق الآخر. وأخيرًا تتحرك الصدوع المتحولة أفقيًّا على عكس أنواع الصدوع الأخرى؛ حيث تتحرك كلٌّ من الكتلتين في اتجاه معاكس لاتجاه الأخرى.
ولكن لا تنشأ جميع الصدوع بتلك البساطة؛ فقد ينشأ صدع جرَّاء مزيج من الصدوع التقليدية والمنعكسة والمتحولة. ولجميع الصدوع جانب يُطلق عليه اسم الشجرة المعلقة، في حين يُطلق على الآخر اسم الجدار السُفلي. والجدار السفلي هو الجانب المنزلق، ومن ثم يمكن للناس حرفيًّا الوقوف عليه؛ في حين أطلق على الشجرة المعلقة هذا الاسم؛ لأنه يكون في صورة نتوء يمكن للناس تعليق الأغراض عليه.
يمكن تصنيف الصدوع أيضًا وفقًا لنشاطها أو خمولها أو عودة نشاطها. فالصدوع النشطة هي التي نتوقع حركتها مرة أخرى في أي وقت في المستقبل وينتج عنها الزلازل. ومن الضروري أن نلاحظ أن الصدوع تُعد نشطة إذا تحركت مرة واحدة أو أكثر خلال عشرة آلاف سنة ماضية. والصدوع الخاملة هي التي لم تتحرك منذ ملايين السنين؛ في حين التي عاد نشاطها هي التي تنتج عن حركة تحدث في الاتجاه المعاكس لحركة الصدع الأصلي.
تساعد دراسة الصدوع العلماء على اكتشاف الأماكن المحتملة لوقوع الزلازل؛ حيث تكون المناطق ذات الصدوع الكبيرة هي التي يحدث بها أكثر الزلازل خطرًا. وتشمل بعض أكبر الصدوع حول العالم منظومة صدع سان أندرياس، ومنطقة الخليج الـمُتصّدع في كاليفورنيا، والصدع الألبي، وصدع جبال الأورال الرئيسي، وصدع منطقة وسط إفريقيا. ويُعد صدع سوندا الهائل أكبر الصدوع؛ حيث يمتد تقريبًا من مينامار (بورما) شمالًا، عبر الجانب الجنوبي الغربي لسومطرة نحو جنوب جاوا وبالي، قبل انتهائه بالقرب من أستراليا. وقد تسبب هذا الصدع في وقوع زلزال الهند في عام 2004، الذي تسبب في وقوع تسونامي قاتل أودى بحياة 230 ألف شخص على الأقل. لذلك، تُعد الصدوع السبب الرئيسي لحركة الأرض تحت قدميك.
المراجع
windows2universe.org
study.com
livescience.com
earthquake.usgs.gov
eqseis.geosc.psu.edu
insidermonkey.com