وهب الله مصر مئات الينابيع المليئة بالمياه الغنية بالمعادن وحمامات الرمال التي من شأنها شفاء عديد من الأمراض؛ فتعد واحدة من أهم الأماكن العلاجية في العالم. فمصادر مصر الطبيعية ومناخها الجاف المعتدل يجعلا منها موطنًا لكثير من الينابيع الكبريتية والمعدنية الفريدة، مثل حمامات فرعون وحمامات موسى، إلى جانب القدرة العلاجية الخارقة للرمال السوداء في مدينة سفاجا.
تشتهر حمامات فرعون وحمامات موسى بقدرتها على علاج بعض الأمراض المستعصية؛ مثل الروماتيزم والروماتويد، وأمراض الكلى، والالتهاب الرئوي، والأمراض الجلدية. فتتكون حمامات فرعون من مجموعة من الينابيع الطبيعية الساخنة التي تبلغ درجة حرارة مياهها 27 درجة مئوية؛ حيث تتدفق المياه من الجبل مباشرةً، مكونة بحيرة طبيعية يبلغ طولها 100 متر على طول ساحل البحر. ويحتوي الجبل المحيط بالبحيرة على ممر صخري يستخدم كغرفة ساونا طبيعية.
على صعيد آخر، تقع حمامات موسى في واحة رائعة مليئة بأشجار النخيل حول ينبوع طبيعي ساخن؛ حيث تمتلك مياهه القدرة على ضمد الجروح، خاصة تلك التي تصيب مرضى السكري، كما تساعد على علاج ضغط الدم المرتفع. وتقع حمامات موسى على بعد 100 كم من مدينة شرم الشيخ.
ورمال مصر غنية مثل مياهها؛ فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الرمال المصرية تحتوي على كميات من المواد الإشعاعية التي تساعد في علاج بعض الأمراض. فدفن أجزاء الجسم المريضة في الرمال الساخنة لفترة معينة من الوقت له نتائج باهرة في بعض الأمراض؛ مثل الروماتيزم والروماتويد، وبعض الأمراض المزمنة الأخرى. والرمال السوداء مفيدة في علاج التهاب المفاصل الحاد والمزمن، والاستسقاء المفصلي، والانصباب المفصلي، والالتهابات الجلدية.
أثبتت الأبحاث العلمية أن 40% من رمال سفاجا تحتوي على ثلاث عناصر إشعاعية؛ اليورانيوم، والثوريوم، والبوتاسيوم، وهذه العناصر تساعد على علاج الصدفية، وآلام المفاصل، والالتهابات الجلدية. فالمناخ الجاف والمعتدل هو ما يجعل سفاجا أفضل مكان على وجه الأرض لعلاج بعض الأمراض المستعصية؛ مثل أمراض القلب، والكلى، والكبد. ويُنصح المرضى الذين لهم تاريخ من الأمراض السابق ذكرها بعدم الذهاب لأماكن تحت مستوى سطح البحر، لأن ذلك يضر بصحتهم؛ إلا أن مناخ سفاجا مناسب لهم.
مدينة سفاجا مكان مثالي لعلاج الصدفية، لأنها محاطة بجبال شاهقة تعمل كسياج طبيعي ضد الرياح والعواصف الرملية. وعلى الرغم من أن نسبة الملوحة في مياه البحر في سفاجا تبلغ 35%، فأي شخص يسبح فيها سيطفو بسهولة على سطح الماء. ويرجع ذلك إلى انخفاض الجاذبية في هذه المنطقة، مما يساعد في علاج النقص الحويصلي.
مع أكثر من 1.300 ينبوع طبيعي، وطمي، ومواد معدنية تعالج العظام، والجلد، والأمراض التنفسية، إلى جانب المزارات السياحية التي لا حصر لها، تمتلك مصر أكثر مما هو مطلوب لتصبح وجهة مميزة للسياحة العلاجية.
المراجع
www.sis.gov.eg
www.redsea.gov.eg
www.travelandtourworld.com