يعرف أغلبنا قصة جائزة نوبل. ونعرف كيف أن اختراع ألفريد نوبل للديناميت جعله يشعر بأنه ملزم بإنشاء رمز للسلام يحيد عن الشر غير المقصود من اختراعه.
وفي محاولة لإنشاء مادة متفجرة آمنة في عام 1846، أشعل أسكانيو سوبريرو بعناية قطرة من النيتروجلسرين، وهو مركب مشتق من تسخين الجلسرين مع النيتريك المركز وحمض الكبريتيك في أنبوب اختبار زجاجي. وفجأة، انفجرت القطرة وتطايرت شظايا الزجاج في وجه سوبريرو ويده، وهو ما أرهبه لفترة طويلة. وسوبريرو، الذي أراد في البداية استخدام المتفجرات للأغراض السلمية، قام بتدمير ملاحظاته من أجل الحفاظ على سرية اختراعه. ومع ذلك، فإن اكتشاف المتفجرات لم يبق سرًّا لفترة طويلة، فسرعان ما اكتشف اختراع سوبريرو واختبر في التطبيقات العسكرية والتجارية. وعندما قام تشارلز كروكر وجيمس ستروتبردج بنقل صناديق النيتروجلسرين لشركة بناء في سان فرانسيسكو في عام 1866، انفجر أحد الصناديق، مما أدى إلى وفاة 15 شخصًا. ومع غضب السلطة التشريعية بكاليفورنيا من الكارثة، صودرت جميع المخزونات الخاصة من النيتروجلسرين وحظر نقلها داخل الولاية.
وعندما حاول ألفريد نوبل استخدام النيتروجلسرين بعناية، نجح في إنتاج متفجرات قوية، وآمنة في نفس الوقت، أسماها الديناميت. وقد سجل نوبل براءتين لاختراعه: في إنجلترا، 7 مايو 1867، وفي السويد، 19 أكتوبر 1867. كما قد قام مبدئيًّا ببيع الديناميت باسم "مسحوق نوبل المفجر". وفي وقت لاحق، ابتكر وسائل آمنة، ورخيصة، وكفئًا لتخزين مسحوق الديناميت؛ حيث قام بتغليف المسحوق في جهاز أسطواني له غطاء آلي الانفجار وصمام مشحون. وبعد تقديمه، سرعان ما استخدم الديناميت على نطاق واسع كبديل آمن للبارود والنتروجليسرين. وقد أثار اختراع نوبل ثورة في العالم؛ حيث كان له تطبيقات لا تعد ولا تحصى في مجالات تتراوح من البناء إلى الحرب المتقدمة.
وقد يكون اختراع الديناميت أحد أهم الاختراعات في وقت الثورة الصناعية. وفي هذا الوقت، لم يكن سهلاً أو متاحًا لعمال المناجم والمحاجر استخدام الأجهزة التكنولوجية القوية التي من شأنها أن تساعدهم. فمثَّل الديناميت لهؤلاء العمال وسيلة بسيطة لتدمير المناجم والصخور لاستخدامها في المواد أو لاستخدامات أخرى في الصناعة. وقامت وزارة الدفاع باستبدال المسحوق الأسود بالديناميت، وقد منح ذلك الجيش زيادة هائلة في القوة.
بالإضافة إلى استخدام الديناميت في الانفجارات الثابتة، فإن التطبيقات العسكرية للديناميت تقريبًا لا نهاية لها. وفي تسعينيات القرن الماضي، بدأت الإدارة العسكرية في إجراء أبحاث هامة حول الاستخدامات المحتملة للديناميت في الجيش. ونبعت فكرة قاذفة القنابل اليدوية الحديثة من اختبار عسكري كان فيه الديناميت محملاً في سلاح المدفعية وأطلق إلى أراضي العدو. وكانت تعرف هذه الآلية ببندقية الديناميت. وبينما اعتبرت تلك البندقية مكلفة جدًّا، فإن مفهومها لا يزال يساعد في خلق مكانة جديدة في مجال صناعة الأسلحة والقنابل اليدوية.
وكان شعور ألفريد نوبل بالذنب هو ما دفعه لتأسيس جائزة نوبل في وصيته عام 1895. واليوم، أصبحت جائزة نوبل مجموعة من الجوائز الدولية السنوية التي تقدم في أكثر من فئة اعترافًا بالتقدم العلمي والثقافي. وتعد جائزة نوبل اليوم أكثر الجوائز المرموقة وأعلى شرف يمكن أن يتمناه المرء.
المراجع
www.prh.fi
inventors.about.com
www.humantouchofchemistry.com