على الرغم من أن هناك نحو 14.1 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع مرض السرطان، فإن أصول ذلك المرض المدمر ما زالت لغزًا. ويفترض الطب الحديث أن السرطان مرض حديث من صنع الإنسان ونتاج لأنماط الحياة الحديثة والتلوث.
ففي المجتمعات الصناعية، لا يفوق خطورة مرض السرطان وتسببه في الوفاة غير أمراض القلب والأوعية الدموية، وتاريخ ذلك الاضطراب من شأنه تحسين فهمنا للوقاية منه وعلاجه. فقد تشير ندرة الأورام الخبيثة في بقايا أجساد القدماء إلى ندرة مرض السرطان في العصور القديمة، إلا أنها تطرح أسئلة حول دور العوامل البيئية المسرطنة في المجتمعات الحديثة.
وقد اكتشف الباحثون مؤخرًا حفريات قديمة بمثابة أدلة لبداية ظهور مرض السرطان في البشر؛ حيث اكتشفت مجموعة من علماء الإحاثة ورمًا سرطانيًّا في عظم قدم بشري يبلغ عمرها نحو 1.7 مليون سنة. تم هذا الاكتشاف في موقع سوارتكرانس الذي يقع في منطقة غنية بالحفريات بجنوب إفريقيا، وعلى الرغم من أن الفصيلة التي ينتمي إليها ذلك العظم غير معروفة تحديدًا، فإنه ينتمي إلى أشباه البشر، وهو سلف مبكر للإنسان الحديث.
ووفقًا للباحثين، يُعد هذا أقدم دليل على السرطان المسبب للوفاة والأورام العظمية. فاستخدموا التصوير ثلاثي الأبعاد في تشخيص عظم القدم المتحجر الذي يحمل ورمًا سرطانيًّا عدوانيًّا يُعرف باسم الساركومة العظمية أو ورم العظام الغرني. وتنتمي القدم إلى أحد أشباه البشر الذي توفي في كهف سوارتكرانس منذ نحو 1.6 إلى 1.8 مليون عام مضى. شاهد هذا الفيديو:
أخيرًا، قد يرجع السبب الرئيسي في أن مرض السرطان قد أصبح أكثر شيوعًا اليوم لارتفاع متوسط أعمار الأفراد بشكل ملحوظ؛ وهذا يتيح وقتًا أكثر لتراكم الأخطاء الوراثية للخلايا المنقسمة. ومن ثم، لم يعد هناك داعٍ لتوصيفنا لمرض السرطان على أنه مرض حديث.
المراجع
healthday.com
anthropology.net
natureworldnews.com