هلَّ الصيف وبدأ التفكير في السفر؛ فتجعلنا وتيرة حياتنا السريعة نتوق إلى الراحة والاستجمام. ويتفاوت معنى الاستجمام من شخص إلى آخر؛ فيسافر الناس إلى أماكن مختلفة للتسوق، أو لمزاراتها التاريخية، أو لمتاحفها، أو لشواطئها، أو لمحمياتها الطبيعية، أو للأماكن الترفيهية بها، والقائمة لا تنتهي. لكلِّ شخص ما يفضله، ولكن إذا أراد الفرد شحن طاقته حقًّا، فلا شيء يضاهي الاقتراب من الأماكن الطبيعية والتواصل معها. ولأننا نعيش في مدن مزدحمة ذات مساحات خضراء محدودة، فإن الذهاب إلى أماكن تتجلى بها الطبيعة هو حقًّا مكافأة؛ فيساعد الناس على الشعور بالحيوية والتجدد.
تحتوي المناطق الطبيعية على كثير من المناطق الخلابة؛ فهناك الصحاري الرائعة ذات الكثبان الرملية اللانهائية، والواحات ذات العيون الباردة والمناطق الظليلة للاستراحة من الحر الشديد، وهناك أيضًا الغابات المطيرة التي تحتوي على أنواع لا حصر لها من الأشجار، والحيوانات، والحشرات. كذلك هناك الجبال المغطاة بالثلوج، والمياه الصافية التي تداعب الشواطئ بلطف وتمتع أي شخص يدنو منها؛ ففي الواقع أن الجمال الموجود على الكرة الأرضية لا حصر له.
تلك الأماكن لطالما كانت ساحرة لكثير من الناس؛ فيسعون إلى زيارتها، ومع ظهور السياحة كصناعة عالمية رائدة، غيَّر إقبال السياح على زيارة المناطق الطبيعية من طبيعتها وثقافتها. وقد كانت هذه التغييرات ضارة، مما مهد الطريق للسياحة البيئية؛ وهي نوع من أنواع السياحة التي تهدف إلى الاستدامة والتوازن عوضًا عن المكاسب المادية وتدمير البيئة المحلية. ويُعَرِّف الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة السياحة البيئية بأنها: «سياحة صديقة للبيئة في الأماكن الطبيعية من أجل الاستمتاع بالطبيعة والثقافة المصاحبة للمكان - القديمة منها والحديثة - حيث تعزز الحفاظ على البيئة، ويكون للزوار تأثير بسيط في المكان، وتؤدي إلى تدخل اجتماعي-اقتصادي نشط وبنَّاء للمحليين».
فمن الضروري الأخذ في الاعتبار تأثير الشخص في الأماكن التي يزورها؛ حيث إننا قد لا نعير هذا الأمر الاهتمام المطلوب، ولكن من الضروري توخي الحذر أثناء السياحة الخارجية حتى الداخلية. فتشجع السياحة البيئية الأنشطة التي تفيد المجتمعات المحلية؛ وذلك من خلال الاستعانة بمرشد سياحي من سكان المكان أثناء زيارة الغابات أو المناطق الطبيعية، ومن الممكن أيضًا تشغيل عمالة من المناطق المحيطة للعمل في الفنادق أو المنتجعات؛ كما أنها تؤكد عدم مساس السياح بحياة السكان المحليين عن طريق التوعية الثقافية للسياح، إلى جانب الحفاظ على البيئة.
لا يجب فقط الحفاظ على هدوء حياة السكان المحليين، ولكن يجب أيضًا أن تكون المنتجعات، والفنادق، والنزل صديقة للبيئة وذات تصاميم مستدامة؛ عن طريق خلق بيئة لطيفة دون الاعتماد على الطاقة الضارة، ويفضل أن تكون هذه الأماكن متناغمة مع المناطق المحيطة. فتهدف السياحة البيئية إلى تقليل تأثير السياح في البيئة مع الأخذ في الاعتبار أن يعود ذلك بالنفع على المجتمع المحلي من خلال خلق فرص عمل. إذًا، ففي المرة القادمة التي تنوي فيها الذهاب في عطلة ينبغي لك ترك أثر جيد في الأماكن التي تنوي زيارتها.
إذا رغبت في معرفة مزيد مما سبق، شاهد أفلام الفيديو التالية:
المراجع
nature.org
ecotourism.org