أصبحت المطهرات المنزلية من الأشياء التي لا غنى عنها اليوم في أي منزل؛ وذلك لما لها من أهمية كبيرة في تطهير كل ِّجزء في المنزل وتعقيمه. وتختلف أنواع المطهرات وتتنوع أشكالها واستخداماتها بين مطهرات للسطوح والأواني، وغيرها للملابس والمفروشات، وأخرى خاصة بالاستحمام، حتى إن بعض المطهرات تستخدم لتعقيم الجروح.
فوائد المطهرات المنزلية
ربما يعتقد البعض أن المنظفات تغني عن المطهرات، وهؤلاء يصدقون ما يرونه بأعينهم فقط، ولا يدرون شيئًا عن الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
فالبكتيريا والفيروسات والجراثيم وغيرها تحيط بنا في كلِّ مكان حتى إنها ملتصقة بأجسادنا، ولولا جهاز المناعة الذي يحمينا من الأمراض، لفتكت بنا هذه الكائنات. ذلك بالإضافة إلى أن المطهرات تضمن عدم تكاثر هذه الكائنات لفترة طويلة بعد استخدامها، كما تحدُّ من انتشار العدوى في حالة وجود شخصٍ مصاب.
وهنا يأتي السؤال: إذا كان جهاز المناعة يحمينا من هذه الكائنات غير المرئية، فما أهمية استخدام المطهرات؟ والإجابة ببساطة هي أن جهاز المناعة يمكن أن يضعف نتيجة لعامل أو عدة عوامل تختلف من شخص إلى آخر. فالتلوث وسوء التغذية وبعض الأمراض الوراثية يمكن أن تتسبب في ضعف المناعة. لذلك ظهرت الحاجة إلى وجود طرق تساعد على التخلص من البكتيريا والفيروسات لتقليل نسبة الإصابة بالأمراض.
المواد الفعالة في المطهرات
بالإضافة إلى اختلاف أنواع المطهرات بالنسبة لاستخداماتها، فهي أيضًا تختلف من ناحية التركيب والمواد الفعالة بها. ومن أشهر المواد المستخدمة في المطهرات المنزلية مادة الكلوروكسيلينول، وهي مادة تستخدم في الصابون الطبي ومطهرات السطوح وغيرها. وهناك أيضًا الكحول الذي يستخدم للتطهير في حالة وجود جروح أو إصابات، والبروكسيد يستخدم في مطهرات الفم والأسنان.
أضرار المطهرات المنزلية
كان المعتقد الشائع حتى وقت قريب أن المطهرات لا تتسبب في أي أضرار وليس لها مخاطر على صحة الإنسان أو البيئة. ولكن بعد عمل دراسات واختبارات عديدة ظهرت بعض المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها الاستخدام المفرط للمطهرات المنزلية.
ومن هذه المخاطر تأثيرها في البيئة، فقد اتضح أن بعض المواد المستخدمة في المطهرات المنزلية وخاصة البخاخات قد تلَّوث الهواء. ذلك بالإضافة إلى خطورة استخدام المطهرات على الجلد بشكل مستمر؛ حيث إنها إلى جانب القضاء على الكائنات الضارة تقتل الكائنات الدقيقة النافعة الموجودة تحت طبقات الجلد، التي تساعد على تجديد الخلايا والتئام الجروح.
وقد كشفت دراسة أمريكية حديثة عن مفاجأة كبيرة قد تجعل من استخدام المطهرات خطرًا حقيقيًّا على الصحة العامة، وهو أنها تساعد على إيجاد أنواع متطورة من الجراثيم والبكتيريا يصعب القضاء عليها.
فعند الاستمرار في استخدام المطهرات نفسها، تحاول الكائنات الحية الدقيقة تطوير وتحوير أشكالها لمقاومة تأثير هذه المطهرات. وتكون النتيجة وجود أطوار جديدة لا تستطيع المطهرات التغلب عليها، ومن ثم تسبب أمراضًا جديدة. ولكن حتى الآن لا يمكن الجزم بأن هذه حقائق مؤكدة، فالدراسات والاختبارات لا تنتهي.
المراجع
ehow.com
en.wikipedia.org