كانت الدكتورة منى مدير المركز المصري لتقنيات النانو بجامعة القاهرة، وأستاذ مساعد بالمعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة، وعضو مجلس تكنولوجيا الصناعة بأكاديمية البحث العلمي. وقد كانت إحدى أهم القامات المصرية النسائية الشابة في مجال تكنولوجيا النانو التي رحلت عن عالمنا، وتركت علمًا غزيرًا في هذا المجال الحيوي وأسهمت في توطينه بمصر.
ولدت في 17 نوفمبر 1968 في مدينة أسيوط، وتعلمت في مدارس أسيوط الحكومية، وحصلت على الثانوية العامة سنة 1987. وكان من نصيب كلية العلوم جامعة أسيوط أن تلتحق بها واحدة من أنبغ علماء الكيمياء. حصلت منى بكر على بكالوريوس العلوم قسم كيمياء عام 1991، وكانت الأولى على دفعتها التي ضمت 120 طالبًا وطالبة بتقدير امتياز. في عام 1994، حصلت على درجة الماجستير في الكيمياء الفيزيائية، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من معهد جورجيا للتكنولوجيا، بولاية أتلانتا الأمريكية عام 2002 تحت إشراف العالم الكبير الدكتور مصطفى السيد.
تدرجت في المناصب العلمية؛ حيث عُينت معيدًا بكلية العلوم جامعة أسيوط عام 1991، ثم أصبحت مدرسًا مساعدًا عام 1994، ثم مدرسًا عام 2002. عملت مدرسًا بجامعة لوزان بسويسرا في الفترة من عام 2002 إلى 2004. وفي عام 2004، عينت مدرسًا بجامعة القاهرة 2004، ثم حصلت على لقب أستاذ مساعد عام 2009.
تركزت مجالات بحثها على تركيبات وخصائص بلورات النانو المعدنية والمغناطيسية وشبه الموصلة ذات الأشكال والأحجام المختلفة. عملت باحثًا رئيسيًّا في استخدام جسيمات النانو فضة في الصناعة لتعقيم المنتجات من الفيروسات والبكتيريا. كذلك، أجرت أبحاثًا لربط البحث العلمي بالتنمية في مجالات الصناعة والزراعة والدواء وإنتاج الدواجن والطاقة المتجددة وتكرير البترول والبناء.
كانت منى بكر قليلة الظهور في الإعلام على الرغم من إسهاماتها الكثيرة. فقد نشرت أكثر من ألف مقال علمي في مؤتمرات وندوات ومجلات علمية محلية وإقليمية ودولية. وقد استشهد بأبحاثها أكثر من 5708 مرات، وقد بلغ عدد أبحاثها المنشورة بمجلات عالمية لها عامل تأثير (Impact Factor) ومسجلة في التصنيفات الدولية 98 بحثًا. وقد كرمتها مؤسسة مصر الخير لكونها واحدة من أهم خمسة علماء مصريين، والمرأة الوحيدة من بين المكرمين الذين تم الاستعانة بدراستهم كمرجعية دولية والاستشهاد بها في الأوراق البحثية.
أشرفت منى بكر على أكثر من 150 رسالة ماجستير ودكتوراه، وتعاونت ودربت عديدًا من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وطلاب الدراسات العليا بالكليات العلمية بجامعة أسيوط. وقد أسست أول شركة خاصة للبحث العلمي في مجال تكنولوجيا النانو وتولت إدارتها، ولها أكثر من 12 براءة اختراع، بعضها سجِّل بالفعل وبعضها جارٍ تسجيله. وجاءت أيضًا رقم 20 في مجال تكنولوجيا النانو وفقًا للمؤشر الدولي الذي يصنف العلماء كافة وفقًا لتخصصاتهم. وقد حصلت الدكتورة منى أيضًا على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2009.
توفيت الدكتورة منى بكر في 4 مارس 2017، في هدوء ورحلت في صمت تاركة تاريخًا بحثيًّا وفيرًا يحفر اسمها بحروف من نور.