أجرى الجرَّاحون عملية جراحية جديدة رائدة؛ لمنح إنسان قلبًا اصطناعيًّا.
ربما ينتهي وقت الانتظار قريبًا لمئات الآلاف ممن يريدون إجراء عملية زراعة قلب؛ حيث يحتفي المجتمع الطبي بأول عملية زراعة قلب اصطناعي ناجحة أجريت لمريض باريسي يبلغ 75 عامًا، مما يمهد الطريق لتطبيقات آلية عديدة على المدى الطويل.
أجريت العملية بمشفى جورج بومبيدو الأوروبي، بفرنسا. ووفقًا لفريق الجراحين، فإنها تمت بسلاسة والقلب يضخ الدم بالأداء المتوقع. هذا، ويتمتع المريض بصحة جيدة ويتوقع أن يقف على قدميه قريبًا.
أنتج القلب الاصطناعي بمعرفة شركة "كارمات"، وهي شركة فرنسية تعمل في مجال الطب الحيوي. ويعد ذلك القلب ثورة في مجال الأعضاء الاصطناعية.
.jpg)
وعلى عكس النماذج السابقة من القلوب الاصطناعية المصممة للاستخدام المؤقت، فإن القلب الذي صممته شركة "كارمات" يعمل على المدى الطويل ليستبدل بالقلب الحقيقي لمدة تصل إلى خمس سنوات.
هذا القلب اصطناعي بالكامل ومنظم لنفسه؛ حيث إنه مزوَّد بأجهزة استشعار لتكييف ضخ الدم مع حركة المريض، وهو يحاكي القلب الطبيعي بصورة عجزت النماذج السابقة عن الوصول إليها.
فعن طريق توظيف حجرات مرنة تعمل بالسوائل في ضغط الدم بدلاً من ضخه إلى الجهاز الدوري، يعد قلب كارمات أكثر ملاءمة من الأجهزة الأخرى التي تعتمد على المضخات الميكانيكية، والتي قد تتلف قد تتلف خلايا الدم.
ويعتمد قلب كارمات على مواد حيوية متعددة، بما في ذلك أنسجة بقرية على الأسطح التي يمر بها الدم، وذلك لتقليل احتمالية رفض الجسم له، ولتقليل فرص الإصابة بالجلطات الدموية التي تحدث عن استخدام أجهزة مصنوعة من البلاستيك.
صمم ذلك القلب بمساعدة شركة الدفاع الجوي والفضاء الأوروبية، وهو مزوَّد ببطاريات ليثيوم أيون خارجية. غير أن قلب كارمات يزن 900 جرام؛ أي ما يعادل ثلاثة أضعاف متوسط حجم القلب الطبيعي، ويُعدُّ ذلك عيب التصميم الحالي.
فمثل هذا القلب الاصطناعي كبير الحجم يناسب فقط 86% من الرجال و20% من السيدات. ومن ثَمَّ، فإن الشركة تعمل حاليًّا على تصميم نسخة أصغر حجمًا، وأخف وزنًا؛ لتتناسب مع مرضى أكثر.
من شأن هذا الجهاز الجديد أن يساعد آلاف المرضى الذين يعانون من قصور القلب، والذين قد يضطرون للانتظار لسنوات في انتظار متبرع مناسب، أو قد يموتون خلال فترة انتظارهم؛ فأمام كل عشرة مرضى يخضعون لزراعة القلب يموت أربعة، وينتظر تسعة عشر آخرون.
المراجع
Eurotransplant, 2010 Annual Report.