بما أنه يتم النظر إلى الألوان بصفتها شكل من أشكال التواصل غير اللفظي، والذي يُعَبِّر الناس من خلاله عن موقف معين، أو سلوك ما، أو حالة ما، أو حتى رسالة معينة؛ فلقد قمت باختيار بعض الألوان لشرح معانيها وتأثيراتها المفترضة على جسم الإنسان، وعقله، وروحه.
ولقد بدأت بالألوان الأربعة الأساسية من الناحية النفسية، وهي: الأحمر، والأزرق، والأصفر، والأخضر. فيؤثر كُلٌّ منها على الجسد، والعقل، والمشاعر، والتوازن الأساسي بين تلك العناصر الثلاثة.
أما اللون الأحمر، فهو صاحب أطول طول موجي، ولذلك يتم اعتباره لونًا قويًّا ذا تأثير فيزيائي. واللون الأحمر يحفز الناس، ويزيد من نبضات القلب ― وأحيانًا ضغط الدم أيضًا ― ولهذا السبب يتم استخدامه عالميًّا في إشارات المرور. وعلى صعيدٍ آخر، يشير اللون الأحمر إلى القوة، والثقة بالنفس، والطاقة، الشجاعة، والحماس؛ إلا أنه قد يرسل الإشارة الخاطئة بصفته علامة للتحدي، والعدوانية، والتوتر، وبالأخص عند الإفراط في استخدامه.
وأما اللون الأزرق، فيعرف بتأثيره المهدئ للأعصاب، ولذلك يعد لون العقل؛ حيث يكون تأثيره على عقلية الإنسان معاكسًا لتأثير اللون الأحمر الذي يحفز النشاط الفيزيائي. فيدل اللون الأزرق على التواصل، والذكاء، والصفاء، والمنطق، ولهذا السبب يستخدم في طلاء الفصول الدراسية وغيرها من الأماكن؛ حيث يكون التفكير أو الاسترخاء مطلوبًا. إلا أنه في بعض الأحيان يمكن اعتباره لونًا باردًا أو فاترًا عاطفيًّا.
وأما اللون الأصفر، فمثله مثل اللون الأحمر، هو ذو طول موجي طويل، ولكنه لا يعتبر محفزًا فيزيائيًّا. بل على العكس من ذلك يعد محفزًا عاطفيًّا؛ فيعكس الإحساس بالتفاؤل، والثقة بالنفس، والإبداع، والقوة العاطفية. وعلى الرغم من ذلك، فإنه إذا استخدم بشكل مفرط أو استخدمت درجات غير ملائمة منه، قد يؤدي بدوره إلى التثبيط من الثقة بالنفس، والوهن، والقلق.
وأخيرًا، فعندما يُذكَر اللون الاخضر، تتأتى إلى أذهاننا بعض المفاهيم مثل الطاقة الخضراء والحياة الصديقة للبيئة، ويرجع ذلك إلى ارتباطه الطبيعي بالرخاء ووفرة الموارد. ويعتبر اللون الأخضر لون دال على الراحة؛ فيقع في منتصف الطيف، ولذلك عادةً ما يرمز إلى الاتزان. وبالفعل يشير اللون الأخضر إلى الانتعاش، والحب والسلام بصفة عامة؛ إلا أنه قد يبدو في بعض الأحيان لونًا مملاًّ إذا تم استخدامه بطريقة خاطئة.
ينتج اللون البرتقالي عن مزج اللونين الأحمر والأصفر، ويعرف بكونه محفزًا عاطفيًّا وفيزيائيًّا في نفس الوقت. ويعتبر اللون البرتقالي لونًا مرحًا يركز عقول الإنسان على الطعام، والعاطفة، والدفء، والراحة الفيزيائية؛ ولكنه قد يشير أيضًا إلى الكبت أو عدم النضج.
بالنسبة إلى اللون النيلي، فهو لون غير شائع، ولكنه أحد الألوان الطيفية الخفيفة. وعادةً ما يشير اللون النيلي إلى سرعة البديهة والمثالية، ولكنه يرتبط أحيانًا بالشعائر أو الإدمان.
واللون الأخير في قوس قزح هو البنفسجي، وله أقصر طول موجي، ويعرف بصفته لونًا روحانيًّا يشجع على التأمل والتفكير. كما يرتبط اللون البنفسجي بالحياة الملكية أو الأرستقراطية وبرغد الحياة؛ ولكنه إذا تم استخدامه بإفراط قد يدل على القمع والدونية.
المراجع
designlike.com
sdpl.coe.uga.edu
ezinearticles.com
voices.yahoo.com
women.webmd.com
blog.restauranteers.com
www.pixel77.com
www.broowaha.com
www.imagoimage.com
www.colour-affects.co.uk
www.sandiegomagazine.com
www.interior-design-tutor.net
www.empower-yourself-with-color-psychology.com
*Cover image credits: pxfuel.com
**المقال منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد الفصل الدراسي الثاني 2012/2013.