يبدو أنه مع كل فصل شتاء يظهر نوع جديد من الإنفلونزا، يصيب أمتنا بحالة من الخوف والارتباك. وفي هذا العام، عاد فيروس الإنفلونزا إتش وان إن وان، والمعروف أكثر باسم إنفلونزا الخنازير عودًا غير حميد، ليصبح من أكثر سلالات الإنفلونزا شيوعًا في شتاء عام 2013/ 2014.
اجتاحت البلاد حالة من الذعر بعد أن تم الإبلاغ عن حالة تلو الأخرى من حالات العدوى، مما يشير إلى احتمالية تفشي المرض، ومما تسبب في تعطيل العام الدراسي وخوف الآباء والأفراد على حدٍّ سواء.
وفقًا لوزارة الصحة، منذ ديسمبر 2013، تم الإعلان عن إجمالي 539 حالة إصابة بالفيروس، ووفاة 63 فردًا من بين تلك الحالات.
فإنفلونزا الخنازير بمثابة سلالة جديدة نسبيًّا من الإنفلونزا كانت مسئولة عن وباء الإنفلونزا خلال عام 2009، والذي خلَّف وراءه عشرات الوفيات، ودفع الحكومة لذبح 300.000 خنزير، على الرغم من أن الدراسات قد أظهرت في وقت لاحق أن هذا المرض لا ينتقل إلا من إنسان إلى آخر.
والآن أصبح جزءًا من أنماط الإنفلونزا الموسمية ألا يتسبب فيروس إتش وان إن وان عادة في حالة من الإعياء الشديد إلا بين الفئات الأكثر عرضة للمرض، والتي تشمل الأطفال دون سن السابعة، والبالغين فوق سن الستين، وكذلك السيدات الحوامل والأفراد الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل أمراض الكلى والسكري.
ويرجع ارتفاع عدد الوفيات والحالات المزمنة إلى الفيروس ذي القدرة على التغلب على الأجهزة المناعية لدى الأفراد الضعاف.
وعلى الرغم من ذلك، في هذا العام، فقد واجه الأفراد خارج الفئات المعرضة للمرض خطر الإعياء الشديد أكثر من المعتاد. وفي مصر وجميع أنحاء العالم، قد سجل مقدمو الرعاية الصحية زيادة في الإصابات بفيروس إتش وان إن وان؛ مما يتطلب رعاية صحية مشددة في المستشفيات للشباب والبالغين في منتصف العمر.
وفي حين أنه من المبكر استنتاج إذا ما كان الفيروس قد تحول ليصبح أكثر عدوانية، فمن الجدير بالذكر أن مواسم الإنفلونزا عادة ما تدور بين سنوات وباء معتدل وحادٍّ، وفيما يبدو أن عام 2014 أكثر قسوة من السنوات السابقة.
ويوصي الأطباء بمصل سنوي للإنفلونزا لكل فرد يبلغ عمره ستة أشهر وما فوقها؛ حيث إنها الخطوة الأولى والأهم في الحماية من هذا المرض الخطير.
وفي حين أن هناك العديد من فيروسات الإنفلونزا المختلفة، فإن مصل الإنفلونزا قد تم تصميمه للوقاية من سلالات الإنفلونزا الثلاثة الرئيسية، والتي تشير الأبحاث إلى أنها سوف تتسبب في معظم الأمراض خلال موسم الإنفلونزا، بما فيها سلالة فيروس إتش وان إن وان.
فإن أخذ مصل الإنفلونزا حال توفره من كل عام هو حقًا فكرة سديدة، كما أن الحماية من المصل ستستمر طوال موسم الإنفلونزا.
وإلى جانب تناول المصل السنوي، فمن الممكن الوقاية من انتشار الإنفلونزا عن طريق غسل اليدين بانتظام، وإبقاء المنازل وأماكن العمل بتهوية جيدة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الأغذية الصحية، والبقاء بعيدًا عن المرضى.
كما توصي وزارة الصحة الأفراد الخاضعين للفئات الأكثر عرضة للمرض بأخذ التدابير اللازمة وزيارة الطبيب على الفور؛ إذا عانوا من ارتفاع في درجة الحرارة، والتهاب الحلق، والسعال لأكثر من 48 ساعة.