يختبر كلاًّ منا الألمُ في وقت من الأوقات، وعادةً ما نكون على يقين بأن ذلك الألم سيزول بعد فترة، ولكن ماذا إذا لم يفعل؟ كثير من الأشخاص المصابين بجروح يعانون من ألم مستمر، ألم يبدو أنه لن ينتهي أبدًا. هذا الألم المزمن يمكن أن يكون له تأثير سلبي على حياة الشخص؛ لأن الشعور بالألم غير مريح بالمرة، ويكبح قدرات الفرد على الإنتاج. يعاني حوالي 1.5 مليار شخص حول العالم من آلام مزمنة، يمكن أن تستمر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، وتنهكهم.
في محاولة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة، يقوم الأطباء والباحثون الآن بتطوير طريقة تساعد على تخفيف الألم؛ عن طريق استخدام التيار الكهربي. هذا الأسلوب الجديد يطلق عليه اسم تحفيز النخاع الشوكي؛ حيث تتداخل التيارات الكهربية مع النبضات العصبية المسئولة عن الشعور بالألم.
يتم زراعة محفز تحت جلد البطن، كما يتم وضع أسلاك مغلفة صغيرة تحت الجلد وصولاً إلى النخاع الشوكي. بعد ذلك يحدد الطبيب والمريض أفضل قوة للنبض، ثم يعود المريض للمنزل وعندما يشعر بالألم يستخدم المحفز لخلق إحساس بالوخز يخدر الألم. ويمكن استخدام المحفز من ساعة لساعتين؛ ثلاث أو أربع مرات أسبوعيًّا. ويعمل المحفز لمدة عشر سنوات مع تغير البطارية كل فترة.
الشيء المذهل حول تلك الطريقة هو أن المريض يشعر بالاستقلالية والتحرر من الألم المستمر الذي يشعر به، وتسمح له بممارسة الأنشطة التي كان لا يستطيع القيام بها بسبب الألم.
وقد أوضح بعض الباحثين أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يتلقون تحفيزًا للنخاع الشوكي لآلام أسفل الظهر والساق المزمنة، وآلام الساق الإقفارية، أو متلازمة الألم الناحي المركب – بدأوا يشعرون بالتحسن وزوال الألم.
المرجع
www.aljazeera.com