قام اليونانيون باختراع أولى الساعات المنبهة والتي يرجع تاريخها لعام 250 قبل الميلاد. ولم تكن تشبه تلك التي نقوم باستخدامها اليوم، فكانت آلياتها تشبه آليات الساعة المائية حيث ترتفع المياه مسجلةً الوقت حتى ترتطم بطائر ميكانيكي يصدر صوتًا منبهًا.
وفي مرحلة أكثر تقدمًا، قام ليفي هاتشنز الذي كان يعيش في كونكورد بنيوهامشير في عام 1787 م باختراع الساعات المنبهة التي تشبه كثيرًا المنبهات الحالية. كان ليفي صانع ساعات واعتبره زملاؤه رمز الدقة في المواعيد والالتزام؛ حيث كان يستيقظ في الرابعة فجرًا حتى يصل لعمله في الموعد المحدد. إلا أنه في بعض الأحيان كان يستغرق في النوم، الأمر الذي سبب له ضيقًا شديدًا.
لذلك عقد ليفي العزم على حل تلك المشكلة فتوصل إلى فكرة وهي أن يبتكر ساعة لتصدر صوتًا يساعده على الاستيقاظ، فقام ببناء حجرة صغيرة من خشب الصنوبر بقياس 29"x14" ثم وضع داخلها الآليات الداخلية الخاصة بأحد ساعاته النحاسية الكبيرة وترس إضافي. ولقد دوَّن اختراعه كاتبًا: "عندما يصل عقرب الدقائق للترس في تمام الساعة الرابعة، تصدر حركة الترس صوتًا يشبه الجرس وهذا الصوت كافٍ ليوقظني على الفور".
ولكن الساعة المنبهة التي اخترعها ليفي كانت تصدر جرسًا في تمام الرابعة فقط وغير قابلة للتعديل؛ الأمر الذي لم يشغله، كما لم يهتم بتسجيل براءة اختراعه أو إنتاجه على نطاق واسع، وذلك لأنه لم يكن مهتمًّا بالمرة بالمكاسب المادية وإنما بالاستيقاظ في الموعد فقط.
وبعد سنوات عديدة، وتحديدًا في عام 1847 م، اخترع الفرنسي أنطوان ريديير أول ساعة منبهة ميكانيكية وقابلة للتعديل وسجل براءة اختراعه الذي يشبه كثيرًا المنبهات التي نستعملها حاليًّا.
المقال منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد الفصل الدراسي الثاني 2010/2011.