في لحظة أخرى من لحظات أفلام ديزني - بيكسار الساحرة، قدمت بيكسار فيلمها الأول بتقنية ديزني ديجيتال D3 «فوق» عام 2009، الذي يدور حول قصة كارل فريدريكسون (كرم فريد زين في النسخة العربية) البالغ من العمر 78 عامًا، والذي يقرر السفر إلى «شلال الفردوس» مع منزله المجهز بعدد كبير من البالون المليء بالهيليوم لرفعه إلى فوق. وفي مشهد ساحر، يقلع المنزل ويحلق به المسن في السماء!
كان كرم فريد زين في طفولته يكن إعجابًا شديدًا للمستكشف تشارلز مونتيز (شارل سمعان في النسخة العربية)، وحلم مع صديقته إيلي بالسفر إلى شلال الفردوس لاستكشاف براري أمريكا الجنوبية العظيمة. وبعد عدة سنوات، استمر حلم الصديقين حتى بعد زواجهما، ولكن حالت وفاة إيلي دون تحقيق ذلك الحلم. وهكذا، قرر كرم فريد زين أن يفي بالوعد الذي قطعه لزوجته الراحلة بتحويل منزله إلى منطاد مؤقت لزيارة شلال الفردوس.
ومع انطلاق المنزل، لم يلحظ المسن الذي يتميز تصميم شخصيته بشكل مربع ليرمز إلى احتوائه داخل المنزل، أن هناك طفلًا فضوليًّا من أعضاء الكشافة يبلغ من العمر ثماني سنوات يدعى راسل (رامز في النسخة العربية)، وله شكل دائري أشبه بالبالون، قد تعلق بالمنزل وارتفع معه؛ ليبدأ الاثنان رحلتهما معًا في المنزل الطائر.
ساعدت أحداث القصة المألوفة والمشاعر التي تعلق بها المشاهدون على جعل فيلم «فوق» ممكنًا ويسهل تصديقه؛ فصار مألوفًا للجمهور على الرغم من أن أحداثه تدور في مكان خيالي؛ كما جعل تطويع مبادئ الفيزياء في الفيلم مشاهد المنزل الطائر جديرة بالتصديق.
وبناءً على الحسابات التي تأخذ في الاعتبار حجم وكتلة المنزل وحجم كل بالون، أشار المدير الفني للفيلم أن المنزل يتطلب 23 مليون بالون ليرتفع. ومع ذلك، أدرك مخرج الفيلم بيت دوكتر أنه من المستحيل وضع ذلك العدد الهائل من البالون على الشاشة؛ إذ إنها ستبدو حينها كنقاط صغيرة. وعوضًا عن ذلك، قدم الفيلم بالونات تبدو حجم كرم فريد زين مرتين.
وفي اللحظة التي يطلق فيها المسن البالونات من مدخنة المنزل، يبدأ المنزل في الطيران؛ وهذا ما جعلنا نفترض أن جميع لبالونات قد تم ملؤها ليلًا وخُزنت داخل المنزل. ففي مشاهد الإقلاع، يظهر على الشاشة 20.622 بالونًا، وفي مشاهد تحليق المنزل في السماء يظهر نحو 10.927 بالونًا، وفي مشاهد أخرى، هناك أعداد مختلفة.
وفي عام 2011، فكر فريق عمل ناشيونال جيوغرافيك في مدى صعوبة تحقيق تلك الفكرة؛ فقدموا حلقة مستوحاة من الفيلم بعنوان «المنزل الطائر» ضمن حلقات برنامج «كم من الصعب فعل ذلك؟»؛ إذ أعادوا إنشاء منزل طائر كما صوِّر في الفيلم، ليتحول ذلك المشهد الساحر إلى حقيقة. وفي صحراء كاليفورنيا، عمل على هذا المشروع مجموعة من العلماء والمهندسين وطياري بالون وعشرات المتطوعين.
واستخدم نحو 300 بالون مليئة بالهيليوم ليرتفع المنزل إلى أعلى؛ وكان طول كل بالون يبلغ نحو 8 أقدام ملئت بنحو أسطوانة كاملة من الهيليوم.
ولتحقيق تلك التجربة، لم يستخدم فريق العمل منزلًا حقيقيًّا كما أشار المدير التنفيذي بين بوي قائلًا «لقد وجدنا أن طيران منزل حقيقي أمر أقرب للمستحيل». وعوضًا عن ذلك، استخدموا منزلًا خفيف الوزن صمم خصيصًا لحمل الأفراد على متنه بأمان؛ وتبلغ أبعاد المنزل الصغير 4.8 م × 4.8 م × 5.5 م. ومثل الفيلم، حلق المنزل الصغير في الجو حاملًا بداخله مجموعة من الأفراد على ارتفاع 10.000 قدم لأكثر من ساعة فوق الصحراء.
يمكنك مشاهدة حلقة «المنزل الطائر» من هنا.
وإن لم تشاهد فيلم «فوق» بعد، أترككم مع مشاهد من الإعلان الرسمي للفيلم هنا لتدرك براعة الفكرة.
تمنحنا أفلام الرسوم المتحركة قدرة على جلب الأفكار الخيالية إلى أرض الواقع بسهولة ويسر، بغض النظر عن مدى صعوبتها؛ فهي تسمح لنا بقلب مقاييس الطبيعة وقوانينها. وذلك السحر قد ألهم فريق عمل قناة ناشيونال جيوغرافيك، الذين نجحوا ببراعة في محاكاة فيلم «فوق»؛ فأثبتوا أن العلم بإمكانه أيضًا تحويل أي فكرة خيالية مستحيلة علميًّا إلى فكرة منطقية في عالم الواقع.
المراجع
wired.com
imdb.com
dailymail.co.uk
telegraph.co.uk