الفكرة الشائعة أن توماس كرابر هو مخترع أول مرحاض في القرن الثامن عشر هي فكرة خاطئة تمامًا، فالحقيقة أن المراحيض تستخدم منذ العصر البابلي. ولكن في عام 1596 م، اخترع السير جون هارينجتون، الشاعر والابن الروحي للملكة إليزابيث، دورة مياه تستخدم داخل المنزل وبها معظم التجهيزات الموجودة في دورات المياه الحالية بما في ذلك السيفون؛ إلا أن باقي المجتمع قد تجاهل الاختراع.
وفي عام 1775 م، سجل صانع الساعات الإنجليزي أليكسندر كامينجز براءة اختراع المرحاض المستخدم حاليًّا، المرحاض ذي السيفون التقليدي. ومن ناحية أخرى، فقد قام كرابر بتسجيل براءة اختراع تسعة تحديثات خاصة بالصرف قد ساعدت في تطوير المرحاض. وغالبًا ما يرتبط اسم كرابر بالمرحاض لأن اسم "كرابر" كان يطبع على المراحيض التي يقوم بصنعها لتركب في بيوت الملوك والأمراء.
بدون هؤلاء المخترعين وغيرهم، وبدون الروح الإبداعية التي تمتعوا بها وتعطشهم لإيجاد الإجابات لأسئلتهم ورغبتهم المستمرة في الحصول على المزيد، لكان عالمنا مختلفًا عمَّا هو عليه الآن، ولكان أصبح عالمًا خاليًا من وسائل الراحة التي اعتدناها في حياتنا اليومية ومن الأشياء التي نستخدمها يوميًّا دون التفكير للحظة في كيفية اختراعها أو كينونة مخترعها.
ففي المرة القادمة التي تقوم فيها بإرسال رسالة نصية قصيرة أو تحتسي كوبًا من القهوة أو تستخدم المصعد، تذكر أنك تدين بالفضل لهؤلاء الرواد الذين اخترعوا جميع الوسائل والأدوات التي نستخدمها حاليًّا ولا نستطيع الحياة بدونها. تذكر أن أصحاب تلك الاختراعات اليومية التي عملت على جعل عالمنا مكانًا أفضل، يلقنوننا أيضًا دروسًا في كيفية المثابرة للنجاح.
المراجع
David Wallechinsky and Irving Wallace, History and Story Behind Inventions, "The People's Almanac" series of books, 1975 – 1981
www.about.com
www.clockhistory.com
Kendall F. Haven, 100 greatest science inventions of all time, Libraries Unlimited, 2006
Encyclopedia Britannica Ultimate Reference Suite, 2010
Catherine O'Reilly, The Inventions That Changed Our Homes and Our Lives, Skyhorse Publishing Inc., 2008
http://news.bbc.co.uk
www.associatedcontent.com
http://web.mit.edu/invent/iow/otis.html
*المقال منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد شتاء2011.