يُعَد الاحتباس الحراري، وهو أحد أوجه التغير المناخي، بمعدلاته الحالية حكمًا بالإعدام على الكثير من الفصائل. ومع هذا المعدل غير الطبيعي للاحتباس الحراري، فإن معظم المخلوقات والمصادر الطبيعية في العالم معرضة للزوال في خلال حياتنا!
العلم في كبسولة
يعتبر ثاني أكسيد الكربون أهم الغازات التي تعمل على الحفاظ على دفء الأرض؛ ودورته الطبيعية تحافظ على توازن نسبته في الغلاف الجوي. فيتسبب تحلل النباتات والثورات البركانية وتنفس الحيوانات في إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو؛ حيث يظل لفترات طويلة. ثم تتم إزالته مرة أخرى عن طريق عملية التمثيل الضوئي للنباتات والتحلل في الماء. لذلك فإن كمية ثاني أكسيد الكربون الموجودة بشكل طبيعي في الغلاف الجوي متوازنة تمامًا مع الكمية التي تتم إزالتها طبيعيًّا.
وعلى الرغم من ذلك، نجد أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يبلغ الآن حوالي 40٪، وهي نسبة أكبر من النسب المتعارف عليها منذ مائتي عام. كما ارتفعت نسبة انبعاثه في الجو بنسبة 2٪ سنويًّا منذ عام 2000. وهذا هو السبب وراء ارتفاع درجة حرارة العالم بمتوسط 0.74 درجة مئوية منذ عام 1970.
الصادم في الأمر هو أن انبعاث جميع تلك الغازات الإضافية هو من فعل البشر؛ فهي تنبعث بغزارة من جراء حرق الوقود الحفري وتدمير الغابات المكونة أساسًا من ثاني أكسيد الكربون.
(رسم بياني: انبعاث تاريخي لغاز ثاني أكسيد الكربون من احتراق الوقود الحفري، 1900-1999)
كيف تسببنا في تلك الفوضى؟!
إن توليد الكهرباء هو أكبر مصدر لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون؛ وذلك لأن الفحم هو مصدر 57٪ من إجمالي الطاقة المستخدمة في توليد الكهرباء، ولأن احتراق الفحم يتسبب في إنتاج كمية أكبر بكثير من ثاني أكسيد الكربون من تلك الناتجة عن احتراق الزيت أو الغاز الطبيعي. ولذلك، فإن تقليل الاعتماد على احتراق الفحم لابد أن يكون حجر الزاوية لأي خطة توضع لمنع التغير المناخي العالمي.
ومن العوامل الرئيسية الأخرى التي ساهمت في خلق تلك المشكلة العالمية الهائلة هي المصانع بجميع أنواعها ووسائل النقل التي تعمل معظمها بالوقود الحفري. كما تتسبب الطائرات فقط في انبعاث كمية من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تعادل 12٪ من انبعاثات كافة وسائل النقل.
ما هي التوقعات؟
«هناك نقاط تحول في النظام المناخي نحن على مقربة منها، وإذا مررنا بها فسوف يختل النظام ليقودنا إلى تغيرات كبيرة خارجة عن نطاق سيطرتنا» جيمس هانسن، وكالة ناسا.
تمتص الطبيعة حاليًّا، سواء المحيطات أو الغابات، حوالي نصف كمية ثاني أكسيد الكربون التي نطلقها إلى الجو، بينما يظل الباقي عالقًا في الغلاف الجوي لقرون. ومع ذلك، فإن كمية ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها الأنظمة البيئية الطبيعية تنخفض بشكل مطرد. ولكن تثبيت معدل الانبعاثات ليس بالحل الكافي؛ فتحقيق الاستقرار في درجات الحرارة عند مستوى منخفض ومناسب يتطلب وقف الانبعاثات على وجه السرعة.
المراجع
panda.org
powerscorecard.org
*مأخوذ عن الموقع الإلكتروني الرسمي للصندوق العالمي للطبيعة (WWF).
**المقال منشور بنشرة مركز القبة السماوية، عدد صيف 2010.
***[Cover photo credits "[Global Warming/National Geographic nationalgeographic.org]