ما بين النجوم: رحلة إلى المعرفة

شارك

الترفيه هو الهدف الأول للأفلام، غير أن بعض الأفلام لا ترفه عن الناس فحسب، بل تُعَلِّمهم أيضًا. وعلى الرغم من أن فيلم «ما بين النجوم» Interstellar من أفلام الخيال العلمي، فإنه لا ينأى عن الواقع تمامًا؛ إذ يُقَدِّم مجال الفيزياء النظرية للجمهور. وعلى الرغم من أن النظريات العلمية التي يطرحها الفيلم لم تُختبر، فإنها ترتكز على «تخمينات علمية».

1- لست أخشى الموت؛ فأنا فيزيائي مُسِنٌّ .. بل أخشى الزمن

ما الزمن؟ هل هو واحد للجميع؟ لماذا يشعر الناس أحيانًا أنه يمر بطيئًا جدًّا في حين يشعرون أنه يمر سريعًا جدًّا في أوقات أخرى؟ هل هذا مجرد إحساس أو أن الزمن يختلف حقًّا؟ يلعب الزمن دورًا رئيسيًّا في الفيلم؛ حيث كان في حدِّ ذاته بمثابة إحدى الشخصيات، التي تتحكم في الشخصيات الأخرى وتشكِّل حياتهم.

في الماضي، كان يُعتبر كلٌّ من الزمان والمكان كينونة مستقلة، وذلك حتى قام أينشتاين بتغيير فهمنا للزمان حين اعتقد أنه يرتبط بالمكان. فوفقًا له، فإن الزمان والمكان كينونة واحدة يشير إليها بالزمكان. ولكن، ما الذي يجعل الزمن يمر ببطء لبعض الأشخاص وسريعًا للبعض الآخر؟

من المثير للمفاجأة أن الجاذبية تؤثر في الزمن؛ حيث يمر أبطأ كلما زادت الجاذبية. على سبيل المثال، تختلف الساعات الموجودة على الأقمار الاصطناعية التابعة لنظام تتبع المواقع العالمي عن تلك الموجودة على الأرض؛ لأنها في مجالات جاذبية مختلفة.

باختصار، يؤثِّر كلٌّ من المكان والحركة في الزمن؛ فهو يمر أسرع عندما يتحرك الناس في الأرجاء والعكس صحيح. وهكذا، فليس الأمر مجرد إحساس.

2- اليوم عيد ميلادي، وهو مميز؛ لأنك قلت لي يومًا إننا قد نكون بنفس العمر عندما تعود

مفارقة التوأم هي إحدى أفكار أينشتاين الشائقة؛ فهي تشرح كيف يختلف الزمن مع اختلاف السرعات والمواقع. تخيل إن كان هناك توأمان؛ أحدهما يبقى على الأرض في حين يسافر الآخر بسرعة الضوء، فسيتحرك الوقت ببطء لمن يتحرك بسرعة الضوء؛ فلا يشعر بذلك، ولكن كلُّ شيء حوله تقل سرعته بما في ذلك جسمه. فعندما يعود – ولم تكبر سنه كثيرًا – سيجد أن توأمه الذي بقي على الأرض قد أصبح شيخًا.

3- جارجانتوا

هل من الممكن السفر إلى الفضاء والعودة بسلام، أو هي مغامرة خطرة؟ أحد الأخطار المحتملة هو أن يبلعك ثقب أسود عملاق. وفي الفيلم يُطلق على الثقب الأسود القريب اسم جارجانتوا. بإمكانك قراءة المزيد عن الثقوب السوداء في هذا المقال.


فيلم «ما بين النجوم» مليء بالأفكار الشائقة التي لا يمكن تطبيقها حتى الآن – ونستثني من هذا ما أول صورة لثقب أسود كشفت عنه المؤسسة الوطنية للعلوم وفريق تلسكوب أفق الأحداث في 10 إبريل 2019 – ولكن جمال الأمر يكمن في احتماليته. فيزعم الفيلم، مدعومًا بعلم حقيقي، أن السفر ما بين النجوم ليس بحلم. إن الكون مكان مظلم وغامض، إلا أن العلماء مثل أينشتاين يضيئون الشموع لكشف أسراره.

وصانعو الأفلام من أمثال كريستوفر نولان – مخرج فيلم «ما بين النجوم» – يقدمون النظريات الصعبة بطريقة رائعة. فالفيلم العظيم ليس ذلك الذي يمدُّ المشاهدين بجميع الإجابات؛ بل هو الفيلم الذي يحثهم على إيجاد الإجابات بأنفسهم.

المراجع

britannica.com
science.howstuffworks.com
science.nasa.gov
science.nationalgeographic.com
solarsystem.nasa.gov
space.com
wisegeek.com


*المقال الأصلي منشور بمجلة كوكب العلم، عدد التعليم (ربيع 2015).

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية