الرهاب أو الفوبيا نوع من أنواع اضطرابات القلق والخوف غير العقلاني والمبالغ به من شيء ما، ومن المستبعد أن يلحق ضررًا أو أذى لمريض الرهاب. ويعود أصل كلمة فوبيا إلى الكلمة اليونانية «فوبوس» ومعناها الرعب. ويختلف الرهاب عن المخاوف العادية غير المرضية، كونه يسبب أعراضًا مبالغًا بها تمنع الإنسان من ممارسة حياته العادية في العمل، أو المنزل، أو الدراسة.
تتعدد أنواع الرهاب وتتشعب حتى وكأنها احتوت كل شيء في الحياة. ويُعد رهاب الطبيعة أحد أشهر أنواع الرهاب، وهو القلق والشعور بالخوف من مشاهد الطبيعة المختلفة من حولنا؛ مثل: الماء، والشجر، والبرق، والنار، والمرتفعات، وغيرها.
رهاب الماء Aquaphobia
ينتشر هذا النوع من الرهاب بكثرة بين الناس؛ إذ يبدو أن الجميع لديه درجة من رهاب الماء، وبإمكان المعظم التغلب أو السيطرة عليه إلى حد ما. ولكن مريض رهاب الماء يعيش بكمية من الخوف والقلق المستمر، يمنعه من الاقتراب من الماء تمامًا، أيًّا كان مصدره؛ ويتضمن ذلك التواجد بجوار نهر، أو محيط، أو حوض استحمام، أو حتى كمية صغيرة جدًّا من الماء في وعاء. فلا تتسبب كمية الماء في الإحساس بالخوف، ولكن الماء في حد ذاته هو الذي يخلق الرهاب! يختلف رهاب الماء عن داء الكلب أو الرهبة من الماء Hydrophobia وهو المراحل المتقدمة من مرض السعار، ويصل إلى الامتناع عن شرب الماء.
رهاب النار Pyrophobia
يعاني أشخاص كثيرون من رهاب النار أو الحريق، كونه ينبع من مخاوف قديمة وأولية بالنفس البشرية؛ ورغم أنه من المنطقي أن يشعر الإنسان بالخوف من أن يشب حريق بمنزله أو أحد ممتلكاته، إلا أن مريض رهاب النار يخشى حتى الشعلات الصغيرة التي يمكن السيطرة عليها ولا تسبب ضررًا على الإطلاق مثل نار عيدان الثقاب.
وغالبًا ما يكون سبب الإصابة برهاب النار ذكرى سيئة تعرض لها المريض؛ مثل: إصابته بأحد الحروق، أو تعرضه للاحتجاز في مكان يحترق، أو فقده لعزيز لديه ضحية للنار. ويعتري مريض رهاب النار أعراضًا مثل الدوار، والتعرق، وجفاف الفم، وضيق الصدر، والغثيان عند التواجد بالقرب من النار. وقد يعاني الأطفال أيضًا من رهاب النار فنجدهم يصرخون عاليًّا، أو يصيبهم التجمد، أو يلتصقون بالوالدين بشدة عند رؤية أي مصدر للنيران.
رهاب المرتفعات Acrophobia
يتشعب رهاب المرتفعات كثيرًا، ويشمل كل أنواع المواقف التي يبتعد فيها المريض عن الأرض، بداية من الخوف من الطيران، ومرورًا بالتواجد بطابق مرتفع بأحد البنايات، ونهايةً بمحاولة تسلق بضع درجات من السلم، وذلك في الحالات شديدة المرض. تتزامن بعض الظروف الصحية كالدوار Vertigo برهاب المرتفعات، فدائمًا ما يصاب المريض بالدوار في تلك المواقف، وكذلك يرتبط بعدد من أنواع الرهاب الأخرى؛ مثل: رهاب المنحدرات، ورهاب السلالم، ورهاب الطيران بالطبع.
ويختبر المريض عددًا من الأعراض الجسدية كالتعرق والارتعاش كباقي أنواع الرهاب، وكذلك أعراضًا عاطفية؛ مثل: نوبات الهلع، فيبدأ المريض في البحث عن شئ ما يتعلق به لعدم ثقته في المحافظة على توازنه بنفسه، أو ينخفض بجسده إلى الأسفل، أو يبدأ الزحف على الأطراف الأربعة.
يجب على المريض بكافة أنواع الرهاب طلب المساعدة الطبية؛ فالرهاب مرض قابل للعلاج سواءً بتناول العقاقير أو اتباع أحد البرامج النفسية التي يقرها الطبيب، لذا يجب على المحيطين بالمريض أن يوجهوه إلى الاختصاصي النفسي لتقديم يد المساعدة.
المراجع
healthline.com/pyrophobia
healthline.com/aquaphobia
verywellmind.com/acrophobia
verywellmind.com/fear-of-fire
قد تهتم أيضًا بقراءة مقال الرُّهاب.