الوُهام اضطراب يتسم بوجود أوهام أو اعتقادات راسخة لدى المريض يصعب تغييرها أو زعزعتها؛ على الرغم من أنها في الحقيقة تكون خاطئة، إلا أن هذه الأوهام لا تكون شديدة الغرابة، وفي معناها الظاهري تكون قابلة للحدوث.
ووفقًا للعالم النفسي إميل كرايبيلين «يتسم المرضى المصابون بالاضطراب الوهامي بالتماسك والمعقولية والاعتدال»؛ لذا فالأوهام غير ناجمة عن تأثيرات الأدوية أو العقاقير أو الأمراض الطبية العادية. والشخص المصاب يمكن أن يعمل بشكل فعال في الحياة اليومية؛ إذ لا يرتبط هذا الاضطراب بأي شكل بنسبة ذكاء الشخص، وقد لا تظهر عليه أي سلوكيات غريبة أو شاذة. وتقسم أنواع الاضطرابات التوهمية إلى عدة أنواع، منها:
- وهم الاضطهاد: من أكثر الأوهام شيوعًا، ويرتبط بفكرة شعور المريض بأن هناك من يتعقبه، أو يضايقه، أو يخدعه، أو يتآمر ضده، أو يضع العراقيل أمام محاولاته لتحقيق أهدافه في الحياة. ولكن في أحيان أخرى، تكون الأوهام عبارة عن نظام متكامل من الأفكار التي تسيطر على الشخص المصاب، ويطلق عليها «الأوهام المنظمة» أو «الأوهام المرتبة».
- وهم العظمة أو العنصرية: يعتقد المصاب أنه يتمتع بمواهب أو قدرات خاصة، ويعتقد فعليًّا أنه شخص مشهور أو شخصية عامة. وأكثر الأفكار شيوعًا، اعتقاد الشخص أنه قد حقق إنجازًا عظيمًا لم يتلقَ عليه ما يستحقه من التقدير.
- وهم الشعور بالذنب أو الإثم أو اتهام الذات: يقتنع المريض بأنه مسئولًا عن حدوث أي كارثة، حريق أو فيضان أو زلزال، لا يمكن أن تكون له أية صلة بها. وعدم معالجته يصيب المريض بالاكتئاب.
- الوهم الجسدي: من الأمثلة الشائعة له الاعتقاد في صدور رائحة سيئة من الجسد، أو في قبح المظهر الخارجي، أو توقف جزء من الجسد عن أداء وظيفته.
- وهم السيطرة: معتقد زائف بأن شخصًا آخر أو مجموعة من الناس أو قوة خارجية تسيطر على أفكار الشخص المصاب أو مشاعره أو دوافعه أو سلوكه.
- وهم قراءة الأفكار: يعتقد المريض بأن الآخرين يمكنهم معرفة ما يدور في عقله من أفكار.
- وهم العدمية: إحساس المصاب بعدم وجوده أو بعدم وجود أجزاء من جسمه، أو عدم وجود الآخرين من حوله.
- وهم الطفيليات: يعتقد الشخص أن جسده تغزوه حشرة أو بكتيريا أو أنواع أخرى من الكائنات الدقيقة، وقد يستشير المصاب أخصائي أمراض جلديه باستمرار، ويبالغ في استخدام الأدوية.
- الأوهام المختلطة: تلك التي تحتوي على سمات أكثر من نوع من الأنواع المذكورة، دون أن يكون أي منها مسيطر سيطرة تامة على المريض.
ووفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فلا بد أن يستمر التوهم بشيء ما لمدة شهر أو أكثر. ولأن اضطرابات التوهم قد تؤدى الى إلحاق الأضرار، فمن الضروري أن يخضع المصاب للعلاج وفق حالته. فقد تكون الاضطرابات حادة؛ إذ يتطور التوهم من أسبوعين إلى 12 أسبوعًا، وقد تكون مزمنة؛ إذ تتطور خلال أكثر من ثلاثة أشهر.
وتكون البداية بالعلاج السلوكي والتربية النفسية، فيتضمن إرساء علاقة ثقة مع المعالج؛ حيث يمكن إحداث تغيرات سلوكية مثل تحسين العلاقات أو حل المشكلات التي تأثرت سلبًا بسبب التوهم. والعلاج من هذا النوع قد يطول ويستغرق من ستة أشهر لعام كامل لملاحظة التقدم. ثم مرحلة العلاج الاجتماعي والنفسي؛ إذ تتضمن جلسات علاجية فردية أو جماعية، ويضم عدة أساليب منها استخدام التنويم المغناطيسي – الإقناع – والعلاج المعرفي، والعلاج الجشطالتي؛ وهو طريقة فعالة في وصل الفرد بالواقع. ووصولًا إلى تلقي الأدوية المضادة للذهان، وقد ثبتت أنها تساعد المرضى في التخلص من أعراض الاضطراب بنسبة 50% من الوقت، بينما 90% من الحالات تحقق على الأقل تحسن في بعض الأعراض.
المصادر
ar.wikihow.com
elmissiry.com
emufeed.com