أيام قليلة ويحلُّ علينا شهر رمضان بروحانياته الجليلة. ولتحديد غرة الشهر الكريم وموعد بداية الصوم، يستخدم الراصدون التلسكوبات لرصد هلال الشهر العربي. ولتتمكن من رصد هلال رمضان بنفسك، جئنا إليك بطريقة بسيطة يمكنك باتباع خطواتها أن تصنع تلسكوبك الخاص.
التلسكوبات وأنواعها المختلفة
تستخدم التلسكوبات لرصد الأجرام السماوية عن طريق تجميع الضوء الصادر من تلك الأجرام وتركيزه لتكوين صورة مقربة لها. كان العالم الإيطالي «جاليليو جاليلي» أول من استخدم التلسكوبات لاستكشاف السماء، وتمكن آنذاك من رؤية أقمار المشترى.
هناك أنواع متعددة من التلسكوبات، تختلف وفقًا لنوع العدسة الشيئية (1) التي تؤدي مهمة تجميع الضوء. إذا كانت العدسة الشيئية زجاجية وموضوعة في مقدمة التلسكوب، فإنها تسبب انكسار الضوء المار خلالها، ويكون التلسكوب من النوع الكاسر. وفي التلسكوب الكاسر يتجمع الضوء في المستوى البؤري، في حين توضع العدسة العينية خلف المستوى البؤري ليتمكن الراصد من رؤية الأجسام السماوية. قد يحتاج الأمر إلى إضافة عدسات أخرى لتقليل الزيغ اللوني(2) وتشتت الضوء الناتج عن اختلاف الأطوال الموجية للأشعة الضوئية.
وإذا كانت العدسة الشيئية مرآة زجاجية موضوعة في نهاية التلسكوب، فإنها تتسبب في انعكاس الضوء، وهنا يكون التلسكوب من النوع العاكس، ويعرف أيضًا بتلسكوب نيوتن. في هذا النوع، عادةً ما تكون العدسة الشيئية مقعرة، ولأنها تعكس الضوء، فإن الصورة تنقلب عند المستوى البؤري.
وهناك أيضًا تلسكوب شميت كاسيجرين، الذي يتميز بصغر حجمه. وهو يعتمد على سلسلة من المرايا لطي مسار الضوء، ومرآة أساسية كروية لتركيز الأشعة المتوازية للضوء الوارد على مرآة ثانوية محدبة. ثم يعكس هذا الضوء مرة أخرى من خلال ثقب في المرآة الأساسية إلى العدسة.
والآن، حان الوقت لنتعرف معا على خطوات صنع تلسكوبك الخاص بنفسك. وقبل أن تبدأ، هناك بعض المصطلحات التي يجب التعرف عليها أولًا:
- بؤرة العدسة: النقطة التي تتجمع فيها الأشعة المتوازية الساقطة على العدسة.
- البعد البؤري للعدسة: المسافة بين مركز العدسة وبؤرتها، وتكون العلاقة بين البعد البؤري للعدسة الشيئية وقوة تكبير التلسكوب طردية، في حين تكون العلاقة بين البعد البؤري للعدسة العينية وقوة تكبير التلسكوب عكسية.
- قوة تكبير التلسكوب: ناتج قسمة البعد البؤري للعدسة الشيئية على البعد البؤري للعدسة العينية، أي أن قوة تكبير التلسكوب تزداد بزيادة البعد البؤري للعدسة الشيئية، ونقص البعد البؤري للعدسة العينية.
- الديوبتر: وحدة قياس الطاقة البصرية للعدسات أو المرايا، وهي ناتج قسمة 1000 على البعد البؤري للعدسة الشيئية.
الأدوات المطلوبة
- عدسة شيئية وأخرى عينية: يمكنك شرائهما من محل نظارات أو ورشة تصنيع عدسات. العدسة الشيئية المطلوبة عدسة محدبة بعدها البؤري 1000 (+1 ديوبتر)، واطلب من المصنِّع قصها لتتماشى مع قطر الأنبوب الكبير. وبالنسبة إلى العدسة العينية، فيمكنك طلب عدسة مكبرة، أو عدستين قطر كل منهما 4 سم.
- ماسورتان من البلاستيك أو الورق المقوى يختلف قطرهما قليلًا بحيث تنزلق إحداهما بالكاد داخل الأخرى، فيكون قطر الأولى 5.5 سم وطولها 90 سم، وقطر الأخرى 4 سم وطولها 25 سم.
الخطوات
- نظف العدسات جيدًا.
- ثبت العدسة الشيئية في مقدمة الأنبوب الطويل.
- ثبت العدستين العينيتين معًا بشريط لاصق، ثم ثبتهما في نهاية الأنبوب الصغير.
- اضبط انزلاق الأنبوب الصغير داخل الكبير. وإن كان متسعًا قليلًا، يمكنك لف ورق مقوى حول الأنبوب الصغير لإزالة الفراغات وتسهيل الانزلاق.
- هكذا تكون انتهيت من صنع التلسكوب، ويمكنك طلائه أو تزيينه، وتثبيته على حامل ثلاثي مناسب ليسهل استخدامه.
- وجه التلسكوب إلى السماء، وانظر في العدسة العينية، ولكن لا تلصق عينك بها ليتسع مجال الرؤية.
- استمر في تحريك الأنبوب المنزلق ذهابًا وإيابًا حتى تحصل على أوضح صورة.
المصطلحات
(1) العدسة الشيئية هي تلك القريبة من الشيء المراد تقريبه، على عكس العدسة العينية التي تكون قريبة من عين الراصد
(2) يشير الزيغ اللوني إلى تشوه الصورة نتيجة اختلاف معامل الانكسار العدسات، واختلاف موجات الضوء.
المراجع
astronomynotes.com
le.ac.uk
facebook.com/groups/216300801790031