كثيرًا ما يعتمد نجاح التحقيقات الجنائية أو فشلها على إدراك الأدلة المادية المتروكة في مسرح الجريمة وعلى التحليل الصحيح لهذه الأدلة. وعادة ما يحتوى مسرح الجريمة الذي سالت به الدماء على معلومات قيمة تتمثل في بقع الدم. ففحص أشكال هذه البقع، ومواقعها، وأنماط توزيعها يعطي تفسيرًا للأحداث التي تسببت في وجودها. ويرتكز هذا على فكرة أن بقع الدماء وأنماطها هي خصائص للقوى التي نتجت عنها.
يستغرق تحليل بقع الدماء وقتًا، وهو يمثل قطعة واحدة من قطع لغز عناصر الجريمة الذي يتعين على المحققين حله. غير أنه من الممكن أن يؤيد تحليل هذه الأنماط أدلة أخرى ويقود المحققين لاستكشاف أدلة غيرها.
تخيل ما سيحدث عندما تسقط قطرات مياه على الأرضية: تقع المياه ببطء على الأرض مكونة بقعة دائرية. ويعتمد شكل هذه البقعة وحجمها على كم المياه المسكوبة، وعلى الارتفاع الذي سقطت منه، وعلى ما إذا كانت سكبت على سجادة، أو خشب، أو سطح آخر. على سبيل المثال، كم كبير من المياه يصنع بقعة كبيرة، وتكون البقعة أصغر قطرًا إن سكبت المياه من ارتفاع كبير، وانسكاب المياه على سطح صلب يعزز من شكلها الدائري بينما يتشرب السجاد كمية من السائل مما يجعل الحواف تتمدد.
وعلى الرغم من أن الدماء تتصرف مثل السوائل في البداية، فإنها تتجلط بعدما تترك الجسم بربع ساعة. وإن كانت بعض القطرات متجلطة أكثر من غيرها، فإن ذلك يشير إلى حدوث ضربات أو طلقات على فترات.
إن أطلقت الرصاصة على مسافة قريبة، فقد تصاب الضحية بحروق على الجلد من جراء البارود. كما قد تتسبب تلك الطلقات القريبة جدًّا في تلوث فوهة السلاح بالدماء؛ حيث يتم شفط الدماء داخلها بفعل الغازات المتفجرة الباردة التي تنطلق مع الرصاص. ومن ثمَّ، فإن البحث عن الدماء داخل الفوهة من شأنه أن يقدم دلائل إضافية.
وتكون قطرة المياه التي تسقط من زاوية قائمة رأسية دائرية. وكلما زادت زاوية الصدمة، تصبح بقعة الدماء أكثر طولاً ويصبح لها ذيل.
وكلما عظم الفرق بين العرض والطول، دل ذلك على أن زاوية الصدمة حادة بدرجة أكبر. وهناك طريقة أخرى تعتمد على قياس طول كل بقعة وعرضها، وغيرها من القياسات الخاصة بالمكان، وإدخالها على برنامج حاسب آلي. وتقوم مثل هذه البرامج بعمل نماذج ثلاثية الأبعاد ونماذج مصورة لمسرح الجريمة، مبينة لمساحة التقارب.
المراجع
bloodspatter.com
crime-scene-investigator.net
science.howstuffworks.com