بنصف ابتسامة وعين لا ترمش، ظهر نجم البوب الكندي جاستن بيبر منذ أيام قليلة في مقطع فيديو جديد شاركه مع متابعيه، وأعلن فيه عن تشخيصه بمتلازمة رامزي هانت التي سببها فيروس هاجم عصب أذنه، فسبب له شلل في الوجه. فما هي تلك المتلازمة؟ وما الفيروس المسبب لها؟
تُعد متلازمة رامزي هانت Ramsay Hunt Syndrome (RHS) التهاب فيروسي ينتج عن فيروس جدري الماء النطاقي varicella-zoster virus (VZV)، وهو الفيروس نفسه الذي يُسبِّب جدري الماء chickenpox لدى الأطفال. ويظل الفيروس يعيش في الجسم حتى بعد الشفاء من جدري الماء، وقد ينشط لدى البالغين ويستهدف مجموعة من الخلايا العصبية الحسية للعصب الوَجهي بالقرب من الأذن والمعروفة باسم العقدة الرُكبية geniculate ganglion.
يعتقد بعض الباحثين أن هذه الحالة عادة ما تُشخص بشكل خاطئ، مما يجعل من الصعب تحديد مدى انتشارها. ويشير أحد التقارير إلى أن المرض يصيب 5 من كل مائة ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية فقط كل عام. ويمكن لأي شخص أصيب بجدري الماء أن يصاب بمتلازمة رامزي هانت، وهو يصيب الذكور والإناث على حد سواء؛ ولكن معظم الحالات تصيب هؤلاء الذين تزيد أعمارهم عن ٦٠ عام، ومن النادر أن تصيب متلازمة رامزي هانت الأطفال.
ترجع تسمية المرض إلى طبيب الأعصاب الأمريكي جيمس رامزي هانت الذي يشتهر بوصفه لثلاث متلازمات عصبية تحمل اسمه؛ وقد وصف النوع الثاني من متلازماته –والذي أُصيب به بيبر– لأول مرة في عام ١٩٠٧.
Source: researchgate.net
من أبرز الأعراض التي تميز النوع الثاني من متلازمات رامزي هانت الطفح الجلدي الأحمر مع ظهور بثور ملتهبة على الأذن أو بداخلها أو حولها، وكذلك ضعف أو شلل بالوجه في جانب الأذن المُصابة نفسه. وعادة ما تظهر هذه الأعراض في الوقت نفسه وقد يظهر أحدها قبل الآخر وقد لا يحدث طفح جلدي في بعض الأحيان. وتشمل الأعراض الأقل شيوعًا: ألم الأذن، وظهور بثور مؤلمة في محيط الأذن وداخل القناة السمعية وطبلة الأذن، وقد تشمل اللسان وسقف الفم أحيانًا، وفقدان السمع، وطنين الأذن، وشعور بالدوخة، وجفاف في الفم والعينين، وصعوبة في إغلاق عين واحدة، وكذلك تغيرًا في حاسة التذوق أو فقدانها.
في معظم الأحيان تكون الأعراض مؤقتة، ولكنها قد تصبح دائمة. وقد يؤدي العلاج الفوري لمتلازمة رامزي هانت –خلال ثلاثة أيام من بداية الـمُؤَشِّرات والأعراض– إلى تقليل نسبة حدوث مـُضاعفات خطرة طويلة الأمد، والتي قد تشمل ضعفًا مُستديمًا لعضلات الوجه وفقدان حاسة السمع، وكذلك آلام في العين وصعوبة في الرؤية بسبب تلف القرنية نتيجة صعوبة إغلاق الجفن. وقد يؤدي إلى تلف الألياف العصبية، مما يشوش على الرسائل العصبية التي تتبادلها الخلايا العصبية، الأمر الذي يسبب ألم قد يستمر لفترات طويلة. ويمكن أن تكون العدوى أكثر خطورة أيضًا إذا كان المريض يعاني من ضعف المناعة.
لا يمكن أن تنتقل متلازمة رامزي هانت من شخص إلى آخر، فهي ليست مُعدِيَة؛ ومع ذلك، يمكن للأشخاص المصابين أن يتسببوا في نقل عدوى جدري الماء إلى الذين لم يسبق لهم الإصابة به أو تلقَّوْا تطعيم ضد هذا المرض وهم أطفال. ولذا يجب على المرضى تجنب التواصل مع هؤلاء الأشخاص، ومع أي شخص لديه ضعف في الجهاز المناعي وذلك حتى ينتهي الطفح الجلدي.
لا يوجد لقاح مخصص لمتلازمة رامزي هانت، وتعد أكثر العلاجات شيوعًا لها الأدوية المضادة للفيروسات عامة، والأدوية التي تستهدف الأعراض مثل مسكنات الألم والأدوية التي تقلل الشعور بالدوخة، وكذلك مراهم حماية القرنية.
المراجع
rarediseases.org
instagram.com
mayoclinic.org
mountsinai.org
Banner image: Wikimedia Commons | Creator: Photo Studio Nana | Copyright: photostudionana.com