لا يقتصر التنوع الحيوي الضخم بالبحر الأحمر على المجموعة الهائلة من الأسماك الملونة التي تعيش به (اقرأ الجزء الثاني: الكنوز المتوطنة)، بل يوجد أيضًا كائنات بحرية فريدة عديدة يمكن العثور عليها في مياهه، ومنها:
الدلافين والحيتان
على الرغم من أنها كائنات شهيرة ويشيع رؤيتها بكافة مناحي البحر الأحمر، وعلى الرغم من أنها من عوامل الجذب الرئيسة للسائحين، فإن الدلافين والحيتان لم تحظَ بدراسة كافية حتى الآن. وهناك ثمانية أنواع تعد تقليدية؛ وهي: الدولفين قاروري الأنف الشائع، ودولفين المحيط الهادي-الهندي قاروري الأنف، والدولفين الدوار، والدولفين المداري المرقط، والدولفين طويل المنقار الشائع، ودولفين ريسو، والدولفين الأحدب وحوت برايد. وهناك العديد من المواقع التي تحتشد بها الدلافين أو تعيش بها في جنوب البحر الأحمر؛ ويعد حيد سطايح بمرسى علم من المواقع الشهيرة بوصفه موطنًا للدلافين الدوارة.
القروش
يطوف أكثر من ثلاثين نوعًا من أسماك القرش في مناحي البحر الأحمر، وتتراوح من قرش الحوت العملاق؛ والذي يصل طوله إلى أكثر من 12 مترًا، إلى القرش الكلبي ذي الأعين الكبيرة؛ وهو قرش صغير الحجم يصل طوله إلى 60 سم بحدٍّ أقصى. وتعيش العديد من تلك الأنواع بمنأى تمامًا عن أعين البشر؛ إما لأنها تفضل مواطن المحيطات المفتوحة والمياه العميقة، وإما بسبب نفورها من الاقتراب من البشر وأنشطتهم.
وتضم أنواع القروش التي عادة ما يتم مصادفتها في البحر الأحمر: قرش الحيد الرمادي، والقرش الحريري، وقرش المطرقة الصدفي، والقرش ضارب الحنطة البحري، والقرش المحيطي أبيض الطرف، وقرش الحيد أبيض الطرف.
Credits: White Tip Reef Shark at Shaab Marsa Alam, Red Sea, Egypt/Derek Keats/commons.wikimedia.org
أبقار البحر
أبقار البحر هي ما ألهمت أسطورة عروس البحر؛ فلا تزال تسمى في اللغة العربية ﺒ"عروسة البحر". وعلى الرغم من أن أبقار البحر ليس لها خرطوم وتحيا في بيئة بحرية؛ فإنها تقرُب للأفيال من بعيد. وهي ثدييات بحرية ساحلية نادرًا ما يتعدى طولها ثلاثة أمتار، وقد يصل وزنها إلى 400 كجم. ولأبقار البحر وجوه مسطحة ذات شعيرات خشنة، وذيول أفقية تشبه مراسي السفن مثل ذيول الدلافين أو الحيتان.
وتمثل أبقار البحر التي تعيش جنوب البحر الأحمر أحد العوامل الرئيسية الجاذبة للسياحة. ومن الأمثلة الدالة على ذلك أبقار البحر في منطقة مرسى أبو دباب، والتي نالت شهرة كبيرة بين مواقع الغوص والرياضات المائية حول العالم. ومن المقدر أن هناك أقل من اثنتي عشرة بقرة بحر تعيش بطول الساحل من القصير وحتى الحدود المصرية السودانية؛ فتصنف أبقار البحر حاليًّا ضمن الأنواع الحية المهددة بالانقراض، وقد قامت العديد من البلدان في السنوات الأخيرة بسن قوانين تهدف إلى حمايتها.
السلاحف
هناك سبعة أنواع من السلاحف البحرية في العالم، وقد سُجل وجود خمسة أنواعٍ منها في البحر الأحمر بمصر: السلاحف البحرية الخضراء، والسلاحف البحرية الاستوائية التي تعيش في السواحل وتتغذى بها، والسلحفاة جلدية الظهر، وسلحفاة النملة الزيتونية البحرية؛ وهي السلحفاة الأصغر حجمًا ونادرًا ما تُصادف، وأخيرًا السلحفاة ضخمة الرأس وعادة ما يمكن العثور عليها بخليج عدن ونادرًا ما تصل إلى البحر الأحمر بمصر.
وفي الوقت الحالي، يُدرج الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUNC) كلاًّ من السلاحف جلدية الظهر، والسلاحف الاستوائية بقوائم الأنواع الحية المهدَّدة بالانقراض بشكل خطير، وكلاًّ من السلاحف الخضراء، والسلاحف ضخمة الرأس بقوائم الأنواع الحية المهدَّدة بالانقراض، وسلاحف النملة الزيتونية بقوائم الأنواع المُعرضة للتهديد بالانقراض. وتلعب السلاحف البحرية دورًا جوهريًّا في الحفاظ على القيعان العشبية للبحار التي تمثل عائلاً للعديد من الكائنات البحرية، وفي إبقاء البحر الأحمر بيئة صحية ومفعمة بالحياة.
المراجع
http://www.hepca.com
http://www.biomapegypt.org
http://www.redsea-divingsafari.org
http://www.about.com
http://redseasharks.org
هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد صيف 2012.
Cover Image: Dolphins (Red Sea) at Shaab Marsa Alam/Alfonso González/Flickr