إن التنوع الحيوي عنصر أساسي في ضمان صحة الكوكب؛ فكلما تضائل، أصبحت نُظُمنا البيئية أقل توازنًا. لذلك، أصبح الحفاظ على التنوع الحيوي أمرًا بالغ الأهمية في الكفاح من أجل عالم أفضل وأصح. في حين أن هناك تركيزًا أكبر على تغير المناخ ودور النشاط البشري فيه، فإن الحفاظ على التنوع الحيوي هو المفتاح. على هذا النحو، فإن الجزء الثاني من مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP15، الذي سيُعقد في نهاية العام، مهم للغاية. ستجتمع حكومات العالم للمناقشة والتوصل إلى خطط حول كيفية اتخاذ إجراءات فعالة للمساعدة في حماية التنوع الحيوي من مزيد من التدهور، وكذلك محاولة إحياء التنوع الحيوي المهدد بالانقراض وحمايته.
في حين أننا نعلم أن جزءًا كبيرًا من التنوع الحيوي مهدد بالانقراض، فتوجد بعض قصص النجاح التي تمنحنا الأمل وتكون بمثابة دليل حقيقي على شكل حماية التنوع الحيوي في الواقع. فيما يلي مثالان على هذه الجهود الناجحة.
Houbara Bustard, Morocco. Bird in breeding and conservation programme. Credits: Jimfbleak/Wikimedia Commons
طائر الكلاميدوتيس أوندولاتا، المعروف أيضًا باسم الحبارى الإفريقية، طائر يمكنه أن يعيش في ظروف صحراوية قاسية ومن البلدان التي ينتمي إليها هي مصر. ولكن، نظرًا لاستنفاد الموائل والصيد الجائر، فقد اقترب من الانقراض في البرية. ومع ذلك، فإن الجهود المصرية الإماراتية المشتركة للحفاظ على هذا النوع في مصر مدعاة للتفاؤل. يعمل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى IFHC، ومقره الإمارات العربية المتحدة، على تكاثر طائر الحبارى بهدف إطلاقها في البرية حيث يعيش في الأصل، وذلك من أجل زيادة أعدادها وإعادتها من حافة الانقراض. يمكننا أن نرى هذا في الواقع عندما تم إطلاق 2000 طائر حبارى تكاثرت في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في محمية العميد في مصر، وذلك في يونية 2022.
هل أنت مهتم بمعرفة كيف تمكن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى من تكاثر هذه الطيور للحفاظ عليها؟
شاهد هذا الفيديو (إنجليزي – عربي)
هناك قصة نجاح أخرى تعاونت فيها عدة دول لإنقاذ طائر مهدد بالانقراض وهي قصة أبو منجل المتوج الياباني. موطن هذا الطائر الأصلي جزيرة سادو في اليابان؛ وكان جزءًا أساسيًّا من المشهد الطبيعي فيها حيث يمكن رؤيته متجولًا في حقول الأرز بحثًا عن الطعام أو طائًرا بشكل جميل في السماء. للأسف، منذ أن أصبحت المبيدات الحشرية مستخدمة بشكل كبير في الزراعة، فضلًا عن تجفيف حقول الأرز بصورة روتينية، تأثر موئل طائر أبو منجل المتوج بشكل كبير. أصبح مصدر طعامه مستنفدًا، وإذا توفر فيكون سامًّا. وذلك أدى إلى استمرار تناقص أعدادها حتى تبقى 5 طيور فقط في البرية.
Japanese Bird Returns from Extinction like Phoenix. Source: Dailysabah.com
في محاولة لإنقاذ هذا النوع، أخذت الحكومة اليابانية الطيور المتبقية في محاولة لمساعدتها على التكاثر للعودة من خطر الإنقراض. ومع ذلك، فشلت كل الجهود وتوفيت آخر أنثى من طيور أبو منجل المتوج في اليابان في عام 2003. إلا أن الأمل ما زال قائمًا؛ حيث كانت للصين نتيجة أفضل من جهود الحفظ على طائر أبو منجل المتوج، وأهدت اليابان زوجًا من الطيور للتكاثر. أدت المحاولة الثانية الناجحة إلى ارتفاع أعداد الطيور إلى نحو 450 طائر في البرية في اليابان. تعلم المزارعون في جزيرة سادو الدرس وأعادوا النظر في أساليب الزراعة لتجنب التأثير المدمر في حيوانهم المحبوب في بيئته.
شاهد هذا الفيديو لتشاهد طائر أبو منجل المتوج خلال يومه.
إن رؤية قصتي النجاح تلك أمر يثلج الصدر. لقد استجابت هذه المبادرات حول العالم لمطالبات حماية التنوع الحيوي وأصبحت مثالًا رائعًا لما تعنيه الحماية والتعايش في وئام مع الطبيعة.
المراجع
ead.gov.ae
elbalad.news
houbarafund.gov.ae
nationalgeographic.co.uk
unep.org
Cover Image: Image by rawpixel.com on Freepik